للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وأما العرض في بين رمل [يبرين] إلى منقطع السماوة. والحفر- بفتح الفاء-: الشيء المحفور، وإذا أردت المصدر سكنت الفاء. وكان مالك يجعل جزيرة العرب: المدينة ومكة واليمامة واليمن وروي عنه أيضاً أنه قال: جزيرة العرب: منبت العرب. وكان الشافعي يخرج اليمن من جزيرة العرب، وهذا خطأ، ولا أعلم لم فعله، وهو مخالف لما عليه الفقهاء وأهل اللغة، والذي قاله اللغويون والمؤرخون في تحديد جزيرة العرب أصح مما قاله الفقهاء؛ لأنهم لم يحدوها بحد يستوفي جميعها، وقد روي عن مالك ما تقدم عنه من قوله الأول، وزادوا: كل بلد لم تملكه فارس والروم ولم تغلب عليه فهو جزيرة العرب: [لإحاطة] البحر والأنهار بها، وهذا أحسن قول قاله الفقهاء فيها.

- وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "قاتل الله اليهود والنصارى" ففيه تأويلان لأهل اللغة:

أحدهما: أن معناه قتلهم الله وأهلكهم، وليس فيه على التأويل أكثر من استعمال "فاعل" للواحد، كقولهم: طارقت النعل، وعافاك الله، والأكثر في "فاعل" أن يستعمل للاثنين فصاعداً.

والتأويل الثاني: أن معناه: لعن الله اليهود، ففيه على هذا أمران: أحدهما: استعمال "فاعل" للواحد. والثاني: إخراج المقاتلة عن بابها إلى باب آخر مما يتعلق بها؛ لأن أصل المقاتلة إنما هي المحاربة والمنافرة، ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>