للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/ (ق ٣٦٨) وقال أبو خالد الأحمر: عن المُهاصِر بن حبيب، عن سالم، عن أبيه، عن جدِّه (١)، ورواه غيره عن المهاصِر، فلم يقل: عن جدِّه.

قال علي ابن المديني في مسند عمرَ: وأما حديث مهاصِر، عن سالم، فيمن دخل السوق، فإنَّ مهاصِر بن حبيب ثقة من أهل الشام، ولم يلقَه أبو خالد الأحمر، وإنما روى عنه ثور بن يزيد والأحوص بن حكيم وفَرَج بن فَضَالة وأهل الشَّام، وهذا حديث منكر من حديث مهاصِر من أنه سَمِعَ سالمًا، وإنما روى هذا الحديث شيخٌ لم يكن عندهم بِثَبتٍ، يقال له: عمرو بن دينار قَهْرمان آل الزُّبير، حدَّثناه زياد بن الربيع، عنه، به. فكان أصحابنا ينكرون هذا الحديثَ أشدَّ الإنكار لجودة إسناده (٢).

قال: وقد رَوى هذا الشيخُ حديثًا آخر (٣) عن سالم، عن أبيه، عن عمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَن رأى مُبتلًى ...»، فذَكَر كلامًا لا أحفظه،


(١) ومن هذا الوجه: أخرجه الطبراني في «الدعاء» (٢/ ١١٦٧ رقم ٧٩٣)، وتحرَّف فيه: «المهاصِر» إلى: «المهاجر»!
وأما تصحيح الشيخ سليم الهلالي لهذه الطريق في تحقيقه لـ «عمل اليوم والليلة» لابن السُّني (١/ ٢٣٩) ففيه نظر؛ لأن الإمام علي ابن المديني، قد صرَّح -كما سيأتي- بأن أبا خالد الأحمر لم يلق المهاصِر، فالإسناد منقطع.
(٢) وقد سَرَد طرقه الدارقطني في «العلل» (٢/ ٤٨ - ٥٠ رقم ١٠١) وحَكَم عليه بالاضطِّراب.
وقال ابن القيِّم في «المنار المنيف» (ص ٤١): هذا الحديث معلول، أعلَّه أئمَّة الحديث.
وممن نصَّ على نكارته الإمام أحمد في «مسائله» (ص ٣٩٣ رقم ١٨٧٩ - رواية أبي داود) وأبو حاتم، كما في «العلل» لابنه (٢/ ١٧١، ١٨١ رقم ٢٠٠٦، ٢٠٣٨) وابن عدي (٥/ ١٣٥ - ترجمة عمرو بن دينار) والبزَّار في «مسنده» (١/ ٢٣٩).
وانظر: «علل الترمذي» (ص ٣٦٣).
(٣) تقدَّم الكلام عليه (١/ ٢٦٦ رقم ١٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>