للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث آخر في معناه

(٩٢٤) قال عَبد بن حميد (١): حدثنا محمد بن بِشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه، عن مصعب بن سعد قال: قالت حفصة لأبيها: قد أوسَعَ اللهُ في الرِّزق، فلو أنَّك أكلتَ طعامًا ألينَ من طعامِكَ، ولبستَ ثوبًا ألينَ من ثوبِكَ. قال: سأُخاصِمُكِ إلى نَفْسكِ، فجعل يُذكِّرها ما كان فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وما كانت فيه من الجَهد حتى أبكاها. وقال: قد قلتُ لكِ: إنَّه كان لي صاحبان سَلَكا طريقًا، وإنِّي إنْ سلكتُ غيرَ طريقهما، سُلِكَ بي غيرُ طريقهما، وإنِّي واللهِ لأُشاركنَّهما في مثلِ عيشِهِما، لعلي أن أُدركَ معهما عيشَهُما الرَّخيّ.

ورواه النسائي (٢) في / (ق ٣٧١) الرَّقائق عن سُوَيد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك (٣)، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.

ورواه الإمام علي ابن المديني عن محمد بن بِشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه النعمان، عن مصعب بن سعد، عن حفصة، به.

ثم قال: وهذا عندنا مرسل، لأنَّ مصعب بن سعد لم يلق حفصة، فانقطع من ههنا (٤).


(١) في «المنتخب من مسنده» (١/ ٦٩ رقم ٢٥).
(٢) في «سننه الكبرى»، كما في «تحفة الأشراف» (٨/ ١٠٨ رقم ١٠٦٤٥).
(٣) وهو في «الزهد» له (ص ٢٠١ رقم ٥٧٤).
(٤) وقال الحافظ في «المطالب العالية» (٣/ ٣٦٠): فإن كان مصعب سَمِعَه من حفصة -رضي الله عنها- فهو صحيح، وإلا فهو مرسل صحيح الإسناد.
وخالف الحاكم، فقال في «المستدرك» (١/ ١٢٣): هذا حديث صحيح على شرطهما؛ فإنَّ مصعب بن سعد كان يَدخل على أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو من كبار التابعين، ومن أولاد الصحابة (!)
وتعقَّبه الذهبي، فقال: فيه انقطاع.

<<  <  ج: ص:  >  >>