للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث آخر

(٩٦٧) قال الحافظ أبو بكر البزَّار (١): ثنا عمر بن الخطاب -يعني السِّجستاني- ثنا أصبَغ بن الفَرَج، ثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عُتبة بن أبي عُتبة، عن نافع بن جُبَير، عن ابن عباس قال: قيل لعمرَ: حدِّثنا عن شأن العُسرة، فقال عمرُ: خَرَجنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوكَ في قَيظٍ شديدٍ، فنزلنا منزلاً أصابنا فيه عطشٌ شديدٌ حتى ظنَّنا أنَّ رِقابَنَا ستنقطعُ، حتى إن كان أحدُنا يذهبُ يلتمسُ الخلاءَ فلا يرجعُ حتى يظنَّ أنَّ رَقَبتَه تنقطعُ، وحتى إنَّ الرَّجلَ لَيَنحَرُ بعيرَه فيَعصِرُ فَرثَه فيَشرَبُهُ ويَضعُهُ على بطنِهِ، فقال أبو بكرٍ الصِّديق رضي الله عنه: يا رسولَ الله، إنَّ اللهَ قد عَوَّدك في الدُّعاء خيرًا، فَادْعُ لنا. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أتحبُّ ذلك يا أبا بكر؟». قال نعم. قال: فرَفَع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يديه، فلم يَرجعْهُما حتى قالتِ السماءُ، فأَظلَّت (٢)، ثم سَكَبت، فملأوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظرُ، فلم نَجدْها جاوزتِ العسكرَ.

ثم قال البزَّار: لا نَعلمه يُروى إلا بهذا الإسناد.

قلت: وقد رواه الإمام الحَبْر محمد بن إسحاق بن خزيمة في «صحيحه» (٣) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب.

والحافظ أبو حاتم محمد بن حبان البُسْتي في «صحيحه» أيضًا (٤)، عن عبد الله بن محمد بن سَلْم، / (ق ٣٩٤) عن حَرمَلَة، عن ابن وهب، به.


(١) في «مسنده» (١/ ٣٣١ رقم ٢١٤).
(٢) كذا ورد بالأصل. وفي المطبوع: «حتى مالتِ السماءُ فأطلَّت».
(٣) (١/ ٥٢ رقم ١٠١).
(٤) (٤/ ٢٢٣ رقم ١٣٨٣ - الإحسان).

<<  <  ج: ص:  >  >>