للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هكذا رواه موقوفًا على عمرَ رضي الله عنه.

حديث آخر

(٣٦٣) قال أبو داود الطيالسي في «مسنده» (١): ثنا سوَّار بن ميمون أبو الجرَّاح العَبدي قال: حدَّثني رجل من آل عمرَ، عن عمرَ -رضي الله عنه- قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن زار قبري -أو قال: / (ق ١٣٩) مَن زارني - كنتُ له شهيدًا -أو شفيعًا-، ومَن مات في أحدِ الحَرَمين، بَعَثَهُ اللهُ في الآمنينَ يومَ القيامةِ».

قال الحافظ أبو بكر البيهقي (٢):

هذا إسناد مجهول، وقد اختُلف فيه، فقيل: ميمون بن سوَّار، وقيل: سوَّار بن ميمون.


(١) (١/ ٦٦ رقم ٦٥).
وقد خولف الطيالسي في روايته، خالَفَه وكيع، فرواه عن ميمون بن سوَّار، عن هارون بن قَزَعة، عن رجلٍ من آل حاطب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. ومن هذا الوجه: أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير «، كما في «الصارم المنكي» (ص ٩٧) و «شعب الإيمان «(٨/ ٩١).
قال ابن عبد الهادي: هكذا سماه البخاري ميمون من رواية وكيع عنه، ولم يَذكر فيه عمرَ، وزاد فيه ذِكر هارون، وقال: «عن رجلٍ من ولد حاطب»، وفي هذا مخالفة لرواية أبي داود من وجوه.
(٢) انظر: «السُّنن الكبرى» (٥/ ٢٤٥) و «شعب الإيمان» للبيهقي (٨/ ٩٠).
وقال الشيخ الألباني في «إرواء الغليل» (٤/ ٣٣٣): وهذا إسناد واهٍ من أجل الرَّجل الذي لم يُسمَّ، وسوَّار بن ميمون أغفلوه، فلم يَذكره ابن أبي حاتم، ولا الذهبي، ولا العسقلاني، نعم قَلَبه بعض الرواة، فقال: «ميمون بن سوَّار «، ومع ذلك لم يوردوه فيمن اسمه ميمون، وهذا يدلُّ على أنه رجل مغمور، مجهول.
وقال العقيلي: والرواية في هذا الباب ليِّنة.

وقال الحافظ ابن عبد الهادي في «الصارم المنكي في الرد على السُّبكي» (ص ٩٧): وسوَّار بن ميمون شيخ يقبله (كذا؟ والصواب: يقلبه) بعض الرواة، ويقول: «ميمون بن سوَّار «، وهو شيخ مجهول، لا يُعرَف بعدالة ولا ضبط، ولم يشتهر بحمل العلم ونقله. وأما شيخ سوَّار في هذه الرواية، رواية أبي داود، فإنه شيخ مُبهَم، وهو أسوأ حالاً من المجهول، وبعض الرواة يقول فيه: «عن رجلٍ من آل عمر»، كما في هذه الرواية، وبعضهم يقول: «عن رجلٍ من ولد حاطب «، وبعضهم يقول: «عن رجل من آل الخطاب».
وأخرجه العقيلي (٤/ ٣٦٢) والبيهقي في «شعب الإيمان» (٨/ ٩١ رقم ٢٨٥٦) من طريق شعبة، عن سوَّار بن ميمون، عن هارون بن قَزَعة، عن رجل من آل حاطب -وعند العقيلي: عن رجل من آل الخطاب- عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عبد الهادي في «الصارم المنكي في الرد على السُّبكي» (ص ٩٧ - ٩٨): هكذا في هذه الرواية: «عن رجلٍ من آل حاطب «، وهو يوافق رواية الطيالسي: «عن رجل من آل عمرَ»، وكأنه تصحيف من حاطب، والذي في «تاريخ البخاري»: «عن رجلٍ من ولد حاطب»، وليس في هذه الرواية التي ذكرها العقيلي ذِكر عمرَ، كما في رواية الطيالسي، وكذلك رواية وكيع التي ذكرها البخاري، ليس فيها ذكر عمر -أيضًا-، فالظاهر أن ذِكره وَهْم من الطيالسي، وكذلك إسقاطه هارون من روايته وَهْم أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>