للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥ - حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، سَمِعَ جَعْفَرَ بْنَ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو العُمَيْسِ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، أَنَّ رَجُلًا، مِنَ اليَهُودِ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ عِيدًا. قَالَ: أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: ٣] قَالَ عُمَرُ: «قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ». [الحديث ٤٥ - أطرافه في: ٤٤٠٧ - ٤٦٠٦ - ٧٢٦٨]

ــ

٤٥ - (الحسن بن الصَبَّاح) بفتح الصاد وتشديد الموحدة (أبو العُميس) -بضم المهملة على وزن المصغر- عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود (آية في كتابكم تقرؤونها) آية: مبتدأ، وفي كتابكم تقرؤونها: وصفان له (لو علينا معشرَ اليهود نزلتْ) أي: لو نزلتْ علينا. والمذكور مفسر لذلك المقدّر، لأنَّ "لو" لا تدخل إلَّا على الفعل. والشرطية مع الجزاء خبر المبتدأ، وانتصاب معشرَ على الاختصاص (قد عرفنا ذلك اليومَ والمكان الذي نزلت فيه على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو واقفٌ بعرفة) هذا من الأسلوب الحكيم، وذلك أن السؤالَ لم يقع إلَّا عن الزمان. فأجاب بالزمان والمكان والأوضاع التي كان عليها رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -. قوله (وهو واقفٌ بعرفةَ يوم الجمعة) أشار بعرفة إلى المكان. ويوم الجمعة إلى الزمان.

وقد اشتبهَ هذا الموضع على بعضهم، فقال: فإن قلتَ: العرفةُ والجمعة يدلان على الزمان، فما الذي يدل على المكان؟ قلتُ: إما أن يقال: عُلم من عرفة أيضًا إما لأن زمان الوقوف بعرفة، إنَّما هو بعرفات، وإما لأن عرفة قد تُطلق على عرفات، فيُرادُ به كلا المعنيين على مذهب مَنْ جوز إعمال المشترك في معنييه. وهو الشَّافعي. وهذا كلُّه خبط؛ لأنَّ عرفة ليس اسم الزمان، بل هو مرادفُ عرفات. وقولهم: "يوم عرفة" معناه: يوم الوقوف بعرفة. وكيف يجوزُ أن يُراد به الزمان في قوله: وهو واقف بعرفة؟ هل يقول أحدٌ: قام فلان بالزمان، أو وقف بالزمان؟ قال الجوهري: لفظ عرفات لفظُ جمعٍ. وقال الفراء: ولا واحدَ له بصحة وقول النَّاس: نزلنا عرفةَ شبيهٌ بالمُولَّد، وليس بعربي محضٍ.

قال الشارح المذكور آنفًا: فإن قلتَ: كيف طابق الجواب ويوم عرفة ليس يوم عيد؟

<<  <  ج: ص:  >  >>