للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَمْ تَفْعَلْ مَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ تَتْرُكْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ الْعَنَاءِ. طرفاه ١٣٠٥، ٤٢٦٣

١٣٠٠ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَهْرًا حِينَ قُتِلَ الْقُرَّاءُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَزِنَ حُزْنًا قَطُّ أَشَدَّ مِنْهُ. طرفه ١٠٠١

٤١ - باب مَنْ لَمْ يُظْهِرْ حُزْنَهُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ

وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِىُّ الْجَزَعُ الْقَوْلُ السَّيِّئُ وَالظَّنُّ السَّيِّئُ. وَقَالَ يَعْقُوبُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّى وَحُزْنِى إِلَى اللَّهِ).

ــ

ذلك في نفسها كما يقول الإنسان مثله كثيرًا إذا رأى من أحدٍ منكرًا (لم تفعل ما أمرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).

فإن قلت: قد فعل ما أمره به مرارًا؟ قلتُ: لما لم يترتب على فعله ما هو المطلوب، جعلت فعله كلا فعل. ومثله كثير في كلام البلغاء. وقال بعضُهم: أرادت أنَّه لم يفعل حثو التراب كما أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المرة الآخرة. وهذا سهو منه، لأنها قالت هذا الكلام حين عاد إليه في المرة الثالثة حين قال له: "احثُ في أفواههن التراب"، ولم يعُد بعد ذلك (ولم تترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العناء) -بفتح العين والمدّ- وهو المشقة. وفي رواية مسلم: من العي -بفتح العين المهملة وتشديد الياء-.

١٣٠٠ - (محمد بن فُضَيل) بضم الفاء مصغر روى حديث أنس (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَنَتَ شهرًا) يدعو على أحياء من العرب (حين قتل القراء) وموضع الدلالة هنا قوله: (ما رأيتُه حزن حزنًا قطُ أشد منه) فإنه بإطلاقه يشمل حالة الجلوس وغيرها. وقد دل الحديث على أن الجلوس بالوقار للعزاء جائز. وأما ظهور الحزن فليس لإنسان فيه اختيار.

باب: من لم يظهر حزنه عند المصيبة

(وقال محمد بن كعب القرظي: الجزع القول السيء والظن [السيء]) لا الحزن الَّذي في القلب، فإن ذلك لا اختيار فيه لأحد. (وقال يعقوب) صلى الله على نبينا وعليه: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [يوسف: ٨٦]) يريد أن إظهار الحزن والشكوى إليه تعالى ليس

<<  <  ج: ص:  >  >>