للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٨ - باب مَنْ أَحَبَّ الدَّفْنَ فِي الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ أَوْ نَحْوِهَا

١٣٣٩ - حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ «أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِى إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ.

ــ

والإنس. قال تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (٣١)} [الرحمن: ٣١] لثقلهما على وجه الأرض. والثَقَل -بفتح الثاء والقاف- أثاث البيت ومن يليه يتناول الجهات إلى انقطاع الأرض، لما في رواية أبي داود وأحمد: يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين.

والحكمة في عدم سماع الثقلين بتنها رواية مسلم: "لولا أن لا تدافنوا لدعوتُ الله أن يسمعكم" يريد: أنه من خوف ذلك الصياح لم يقدروا على الدفن. أو أنَّ أهل البيت يخافون الخزي والعار إذا سمع ذلك من مَيِّتهم، وما يقال: لو سمعه الثقلان لارتفع التكليف، وصار الإيمان ضروريًّا مع كونه مخالفًا لتعليل الشارع -كما في مسلم- لغو في نفسه وذلك أن لو وقع كان من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - والمعجزات وخوارق العادات على أيدي الأولياء لا توجب رفع التكليف، إنما يرتفع التكليف إذا طلعت الشمس من مغربها لا عند سائر الآيات.

باب من أحبّ الدفن في الأرض المقدسة أو نحوها

الأرض المقدسة: بلاد الشام من الفرات إلى وادي العريش طولًا.

١٣٣٩ - (محمود) هو ابن غيلان (معمر) بفتح الميمين وسكون العين (عن أبي طاوس) اسمه عبد الله (عن أبي هريرة قال: أُرسل ملك الموت إلى موسى) أي: لقبض روحه (فصكه موسى ففقأ عينه) الصك هو الضرب بشدة.

فإن قلت: كيف صدر هذا الفعل من موسى؟ قلت: ذكروا أنه كان دخل عليه بغير إذن، ومن نظر في بيت إنسان له أن يفعل به ذلك، وقيل: بل إنما فعل لأنه لم يخيره، والأنبياء يخيرون عند الموت، وكلا الوجهين يردهما قوله: (أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت)

<<  <  ج: ص:  >  >>