للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤ - باب مَنْ كَبَّرَ فِي نَوَاحِى الْكَعْبَةِ

١٦٠١ - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا قَدِمَ أَبَى أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ وَفِيهِ الآلِهَةُ فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ فَأَخْرَجُوا صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ فِي أَيْدِيهِمَا الأَزْلَامُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَمَا وَاللَّهِ قَدْ عَلِمُوا أَنَّهُمَا لَمْ يَسْتَقْسِمَا بِهَا قَطُّ». فَدَخَلَ الْبَيْتَ، فَكَبَّرَ فِي نَوَاحِيهِ، وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ. طرفه ٣٩٨

ــ

باب من كبر في نواحي الكعبة

١٦٠١ - (أبو معمر) -بفتح الميم وسكون العين- عبد الله بن عمرو.

(عن ابن عباس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما قدم) أي: سنة الفتح (أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة) أي: الأصنام التي كانوا يعبدونها (فأخرجوا صورة إبراهيم واسماعيل، وفي أيديهما الأزلام) جمع زلم بفتح اللام، وأنشد له الجوهري:

بات يقاسيها غلام كالزلم ... ليس براع إبل ولا غنم

وهي سهام كانوا يستقسمون بها، قال ابن الأثير: كان مكتوبًا عليه الأمر والنهي؛ افعل ولا تفعل، يجعلونها في وعاء، فإذا أراد واحد منهم أمرًا، من سفر، أو زواج، أدخل يده فيه، فإن خرج الآمر مضى؛ وإن خرج الناهي انتهى. (أما والله لقد علموا أنهما لم يستقسما بهما قط) أما: مخففة.

فإن قلت: إذا علموا أنهما لم يستقسما، فكيف جعلوها في يديهما؟. قلت: كان مدار أمورهم عليها جعلوها في أيديهما تيمنًا وتعظيمًا لها؛ كسائر أباطيلهم.

(فدخل البيت فكبر في نواحيه ولم يصل فيه).

فإن قلت: قد تقدم من رواية ابن عمر أنه صلى فيه؟ قلت: إن تعددت الواقعة فلا إشكال، وإلا يقدم المثبت على النافي، وأيضًا ابن عباس لم يكن معه في البيت بلا خلاف، وإنما أسند في ذلك تارة إلى أخيه الفضل؛ وتارة إلى أسامة، على أنّ الفضل لم يكن معهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>