للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - أَرْدَفَ الْفَضْلَ، فَأَخْبَرَ الْفَضْلُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّى حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ. طرفه ١٥٤٤

١٦٨٦ و ١٦٨٧ - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ يُونُسَ الأَيْلِىِّ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ - رضى الله عنهما - كَانَ رِدْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عَرَفَةَ إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ، ثُمَّ أَرْدَفَ الْفَضْلَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى مِنًى - قَالَ - فَكِلَاهُمَا قَالَا لَمْ يَزَلِ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يُلَبِّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ. طرفه ١٥٤٤

ــ

١٦٨٦ - ١٦٨٧ - (زهير بن حرب) -بضم الزاي- مصغر، وحرب: ضد الصلح.

(أن أسامة بن زيد كان ردف النبي - صلى الله عليه وسلم -) الردف والرديف: من يركب وراء السرج، أو الرجل مع الراكب (فكلاهما) أي: الفضل وأسامة (قالا: لم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبي حتَّى رمى الجمرة).

فإن قلت: دلت هذه الأحاديث على أنَّه يلبي إلى أن يفرغ من الرّمي، وعند الفقهاء إذا أراد الرمي يترك التلبية. قلت: أجابوا بأن معنى قوله: حتَّى رمى الجمرة حتَّى شرع في الرّمي؛ بدليل ما تقدم رواية الفضل في باب النزول بين عرفة وجمع: لم يزل يلبي حتَّى بلغ الجمرة، والأظهر ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود: أنَّه لما انتهى إلى الجمرة الكبرى رماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، وقال: هكذا رمى من أُنزلت عليه سورة البقرة. وقد اتفقت الأئمة على أن لا تلبية مع التكبير، وبه سقط الإشكال الَّذي أورده بعضهم على البخاري في أنَّه ذكر التكبير في الترجمة، وليس له في الحديث ذكر، أو أراد أن يشير إلى عدم مشروعية التكبير، وهذا من جملة دقائق البخاري، نوّرَ الله مضجعه وحشرنا وإياه تحت لواء نبيه محمد عليه أفضل الصلوات، وأكمل التسليمات.

<<  <  ج: ص:  >  >>