للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨ - بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الكِتَابَ»

٧٥ - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الكِتَابَ». [الحديث ٧٥ - أطرافه في: ١٤٣ - ٣٧٥٦ - ٧٢٧٠]

ــ

باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم عَلّمه الكتاب"

هذا حديث الباب الذي رواه بسنده ذكره ترجمةً للباب باعتبار الحكم، ثم أسند بالحديث دليلًا، ومثل هذا ليس من التعليق، ولا من الحديث الذي قدم متنُه على السند، فإن التعليقَ حذف بعض السند أو كلّه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- , إن كان الحديث مرفوعًا، أو إلى من دونه إن كان موقوفًا.

وقال شيخ الإسلام: إنما جُعل الحديث ترجمةً، دلالةً على أن ذلك جوازه لا يخص بابن عباس. والضمير على هذا لغير مذكور. هذا كلامُهُ ولم يظهر لي وجهه؛ لأن قول البخاري: باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- يمنع صرف الضمير إلى غير ابن عباس، اللهم إلا أن يقال: في استتار الضمير رمزٌ إلى ذلك، على أنه بعيد.

٧٥ - (أبو مَعْمَر) -بفتح الميمين بينهما عينٌ ساكنة- هو عبد الله بن عمرو بن حجاج البصري المعروف بالمقعد (عِكْرمة) -بكسر العين وسكون الكاف- مولى ابن عباس (ضَمّني رسول الله -صلى الله عليه وسلم) أي: إلى نفسه (وقال: اللهم علّمه الكتاب) أصله: يا الله حُذف منه حرف النداء وعُوّض عنه الميم المشددة، لأنها عوضٌ عن الحرفين. وهذا من خواصّ هذا الاسم كقطع همزته، ولا يُوصف عند سيبويه لوجود الفاصل، ولذلك قال في قوله: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} [آل عمران: ٢٦]: إن مالك نداءٌ ثانٍ.

فإن قلت: ما المرادُ بتعليم الكتاب؟ قلتُ: المراد لفظه ومعناه. أما اللفظ فإن أكثر القراءات ينتهي سندها إليه، وأما المعنى فظاهر؛ فإنه ترجمانُ القرآن، والمسمى بين الصحابة بالبحر والحبر، وقد نقلنا عن ابن حنبل أن ابن عباس أكثرُ الصحابة فتوىً، وكل ذلك نتيجة ذلك الدعاء، وسيأتي في كتاب الأنبياء بدل الكتاب الحكمة. وفي بعض الروايات: "فقهه

<<  <  ج: ص:  >  >>