للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَمْ يُبَلِّغْهُ كُلُّهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، فَكُنْتُ عَلَى جَمَلٍ ثَفَالٍ، إِنَّمَا هُوَ فِي آخِرِ الْقَوْمِ، فَمَرَّ بِى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ «مَنْ هَذَا». قُلْتُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ «مَا لَكَ». قُلْتُ إِنِّى عَلَى جَمَلٍ ثَفَالٍ. قَالَ «أَمَعَكَ قَضِيبٌ». قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ «أَعْطِنِيهِ». فَأَعْطَيْتُهُ فَضَرَبَهُ فَزَجَرَهُ، فَكَانَ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ مِنْ أَوَّلِ الْقَوْمِ قَالَ «بِعْنِيهِ». فَقُلْتُ بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «بِعْنِيهِ قَدْ أَخَذْتُهُ بِأَرْبَعَةِ دَنَانِيرَ، وَلَكَ ظَهْرُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ». فَلَمَّا دَنَوْنَا

ــ

بعضهم: ويجوز فيه الرفع على أن يزيد بعضهم خبر مبتدأ، وهذا مع كونه مخالفًا للرواية مفسد للمعنى إذ يلزم أن تكون الزيادة والنقصان في غير عطاء، وليس غرض البُخَارِيّ يزيد أن الرواة عطاء وغيره يزيد بعضهم على بعض (ولم يبلغه كلهم رجل واحد منهم) أي: لم يحفظ الحديث بتمامه كل الرواة، ورجل واحد بدل من كلهم، وجدوى هذا البدل الدلالة على أن واحدًا من الرواة لم يحفظ الحديث بتمامه؛ بخلاف قوله: لم يبلغه كلهم، فإنَّه يحتمل أن يراد به رفع الإيجاب الكل، فلا ينافي في بلوغ البعض، نظيره: لم يأت كل القوم، لا ينافي إتيان البعض، ومن لم يبلغ هذا الحد من التدقيق زعم أن في تركيب البُخَارِيّ عجز، والله الموفق.

وضمير لم يبلغه للحديث، كما وجهناه، وقيل: لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا معنى له؛ لأن راوي الحديث جابر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأيُّ معنى لقوله: لم يبلغه كلهم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي رواية الإسماعيلي: كل رجل يدل كلهم، وهو ظاهر، وفي رواية البيهقي: "كلهم إلَّا رجل" وعلى هذا يمكن أن يكون سقط إلَّا في رواية البُخَارِيّ من الناسخ (كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر) كان في غزوة تبوك (فكنت على جمل ثفال) -بفتح الثاء والفاء- أي: بطيء السير (فمرّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: مالك؟) أي: كونك في آخر القوم (فقلت: إنِّي علي جمل ثفال) بالثاء المثلثة والفاء البطيء الثقيل (فقال: بعنيه) رواه مختصرًا، وسيأتي أنَّه نزل فضربه بمحجن في يده، فكان أمام القوم بعد ذلك، ثم قال: "كيف جملك؟ "؟ قلت: بخير، أصابته بركتك.

(فقال: بعنيه، فقلت: بل هو لك) أي: هبة (فقال: بعنيه، قد أخذته بأربع دنانير) تقدير بعتك؛ لأن العقد لا يتم إلَّا به (ولك ظهره إلى المدينة) هذا كان تبرعًا منه؛ ليس شرطًا

<<  <  ج: ص:  >  >>