للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «خَرَجَ وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعْ فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ المَرْأَةُ تُلْقِي القُرْطَ وَالخَاتَمَ، وَبِلَالٌ يَأْخُذُ فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ» قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَقَالَ: إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَطَاءٍ، وَقَالَ: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [الحديث ٩٨ - أطرافه في: ٨٦٣، ٩٦٢، ٩٦٤، ٩٧٥، ٩٧٧، ٩٧٩، ٩٨٩، ١٤٣١، ١٤٤٩، ٤٨٩٥، ٥٢٤٩، ٥٨٨٠، ٥٨٨١، ٥٨٨٣، ٧٣٢٥].

ــ

أسلم فقيه مشهور، رَوى عن أبي حنيفة، ومن المسائل التي انفرد بها جواز إجارة الجواري للوطء، وقال: إذا اجتمع العيد والجمعة، فلا تصلى الجمعة ولا الظهر، وإنما زاد لفظ أشهد مبالغة في تحقيق المُخبَربه؛ لأنه جارٍ مجرى القسم.

(خرج ومعه بلال) أي: خَرَج إلى المصلى يوم العيد كما سيأتي مطولًا. (فظَنَّ أنَّه لم يُسْمِعِ النساءَ) -بضم الياء وكسر الميم- أي: ظن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه لم يسمع النساء حين خَطَبَ لعيده (فوعظهنَّ وأمَرَهُنّ بالصدقة) من عطف الخاص على العام.

(فجعلَتْ المرأةُ تُلْقِي الخاتِم والقُرْط) أي: شَرَعَتْ كلُ واحدةٍ منهن في الصدقة بما قدرت عليه، الخاتِم بكسر التاء وفتحها لغتان مشهورتان، وفيه أربع أخرى: خَتَام بفتح الخاء وتخفيف المثناة وخاتام وختام بكسر الخاء وختم بفتح الحاء وتشديد التاء، والقُرْطُ -بضم القاف- حُلي معروف تجعلها النساء في الآذان، يُجمع على أَقرَاط وقُرَطة.

(وبلال يأخذ في أطراف ثوبه) هذا بلال بن رَبَاح، كان من مولَّدي سراة الشام، اشتراه عباس بن عبد المطلب، من بني جُمح، ووهَبَه للصديق وقيل: اشتراه الصديق فأعتقه، ثم صار مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمينه على الأموال، سكن دمشق بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرابطًا ومات بها، وقبره معروفٌ يزار.

(وقال إسماعيل) هو ابن عُلَية، ذكره تعليقًا، لأن في رواية الجزم بأن ابن عباس هو القائل: أشهد وبه جزم أيضًا أبو نُعيم بخلاف الحديث المسند، فإن فيه ترددًا. قيل: ويجوزُ أن يكون عطفًا على قال المدني وصدقة وقُتيبة بن سعيد.

(وقال سليمان) [بن] حرب روى عن شعبة ووهيب عن البخاري، وعن حَمَّاد بن زيد عندهما، وفي الحديث دلالةٌ على جواز خروج النساء إلى المصلى، وجواز وعظهنّ إن لم

<<  <  ج: ص:  >  >>