للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٥ - باب مَا يُتَعَوَّذُ مِنَ الْجُبْنِ

٢٨٢٢ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الأَوْدِىَّ قَالَ كَانَ سَعْدٌ يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا يُعَلِّمُ الْمُعَلِّمُ الْغِلْمَانَ الْكِتَابَةَ، وَيَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْهُنَّ دُبُرَ الصَّلَاةِ «اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ». فَحَدَّثْتُ بِهِ مُصْعَبًا فَصَدَّقَهُ. أطرافه ٦٣٦٥، ٦٣٧٠، ٦٣٧٤، ٦٣٩٠

ــ

باب ما يُتَعَوَّذُ من الجبن

٢٨٢٢ - (أبو عوانة) بفتح العين: الوضاح الواسطي (عمير) بضم العين، مصغَّر (الأَوْدي) بفتح الهمزة، وسكون الواو، ودال مهملة.

(كان سعد) أي: ابن أبي وقاص (يعلِّم بنيه هولاء الكلمات) لما علم من فضلها (وبقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوذ بهنَّ دبر الصلاة) أي: المفروضة. ولفظ كان دل على الاستمرار، وذلك يدل على أن لها شأنًا (اللهم إني أعوذ بك من الجبن) وهو لوعة وعدم الصبر على المكروه، ولا يخفى عموم ضرره، ولذلك قدَّمه اهتمامًا (وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر) أردّ: على بناء المجهول. وأرذل العمر: بالذال المعجمة. قال صاحب "الكشاف": هذه الشجاعة ثمانون سنة وعندي أنَّه ليس له ضابط، بل يختلف باختلاف الطبائع والأشخاص، ومناطه سقوط القوى وعدم القدرة على الطاعة وأسباب المعاش.

(وأعوذ بك من فتنة الدنيا) أي: من بلائها وآفاتها، في أسباب الدين وما يحتاج إليه المتدين في عبادة ربه (وأعوذ بك من عذاب القبر) أول منزلة من منازل الآخرة. وقد قال الصادق المصدوق: "فإن نجا منه، فما بعده أيسر، وإن لم ينجُ فما بعده أشد" (فحدثت به مصعبًا فصدقه) هذا كلام عبد الملك بن عمير ومصعب هذا: هو ابن سعد بن أبي وقاص. صدَّق الأودي في روايته عن أبيه أنَّه كان يعلم أولاده، ويروي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يواظب عليها دبر الصلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>