للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَرَى». قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ يَأْتِينِى صَادِقٌ وَكَاذِبٌ. قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «خُلِطَ عَلَيْكَ الأَمْرُ». قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «إِنِّى قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا». قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ هُوَ الدُّخُّ. قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ». قَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِى فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ. قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ». طرفه ١٣٥٤

ــ

قال بعض الشارحين: إنما لم يكذبه؛ لأنه أراد إرخاء العنان معه ليستنزله عند الغير، وفي بعضها عند المغتر به، وهذا لا وجه له كما ترى.

(يأتيني صادق وكاذب) هذا على طريقة الكهان، ولذلك قال له: (خلط عليك الأمر) على بناء المجهول بالتشديد.

(قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: قد خبأت لك خبيئًا) أي: أضمرت لك ضميرًا (قال هو: الدّخ) -بضم الدَّال وتشديد الخاء- لغة في الدخان، روى الترمذي بإسناد صحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أضمر له قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠)} [الدخان: ١٠] وعلى هذا سقط ما قاله الحاكم هو الزخ بالراء، وكذا ما قاله الخطابي: الزخ نبت بين النخيل (قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اخسأ فلن تعدو قدرك) الخسأ: طرد الكلب وحقر شأنه، وقوله: "لن تعدو قدرك" أي: رتبتك رتبة الكهان.

(قال عمر: ائذن لي فيه أضرب عنقه، قال: إن يكن هو فلن تسَلْط عليه) أي: إن يكن فلست قاتله، فإن قتله على يد عيسى، وكان الظّاهر أن يقول: إن يكنْ إياه، إلا أن الضمائر يقع بعضها موقع بعض (وإن لم يكن هو فلا خير لك) بتقدير حرف العطف، أي: (في قتله) وقال الخطابي: إنما لم يقتله مع دعواه النبوة؛ لأنه كان معاهدًا، وقال شيخنا: في السؤال نظر لأنه لم يدَّع النبوة بل الرسالة؛ لا يلزم من دعوى الرسالة دعوى النبوة، لقوله تعالى: {أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ} [مريم: ٨٣] وفيه نظر؛ لأن قوله: أتشهد أني رسول الله، لم يرد به إلا النبوة؛ ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جوابه: "آمنت بالله ورسله" عطف على قوله: عن ابن عمر داخل تحت الإسناد أو تعليق.

<<  <  ج: ص:  >  >>