للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَبِلْنَا. فَأَخَذَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُ بَدْءَ الْخَلْقِ وَالْعَرْشِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا عِمْرَانُ، رَاحِلَتُكَ تَفَلَّتَتْ، لَيْتَنِى لَمْ أَقُمْ. أطرافه ٣١٩١، ٤٣٦٥، ٤٣٨٦، ٧٤١٨

٣١٩١ - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رضى الله عنهما - قَالَ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَعَقَلْتُ نَاقَتِى بِالْبَابِ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ فَقَالَ «اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِى تَمِيمٍ». قَالُوا قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا. مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ «اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ، إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ». قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ قَالَ «كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَىْءٌ غَيْرُهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَىْءٍ، وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ». فَنَادَى مُنَادٍ ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الْحُصَيْنِ. فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِىَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ، فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّى كُنْتُ تَرَكْتُهَا. طرفه ٣١٩٠

ــ

بينهم (فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث بدء الخلق) أي: يذكر، أي: شرع في ذلك (والعرش) بالجر عطف على الخلق.

٣١٩١ - (غياث) بكسر الغين آخره ثاء مثلثة (جامع بن شّداد) بفتح الدال المشددة (محرز) بضم الميم آخره زاي معجمة (جئناك لنسألك عن هذا الأمر) أي: بدء الخلق، ولذلك قال: (كان الله ولم يكن شيء غيره [...] بالقِدَم، وفيه دليل لأهل الحق في أنه تعالى فاعل بالاختيار (وكان عرشه على الماء) أي: قبل خلق السموات، ليس معناه أن العرش كان على سطح الماء بعد خلق السموات والأرض ارتفع، بل معناه أنه كان بموازاته ليس بينهما حائل وقد روى الترمذي أنّ أول مخلوق هو الماء ثم العرش وقيل بعد الماء خلق القلم، وأما حديث: "أول ما خلقه هو العقل" فليس له صحة.

(وكتب في الذكر كل شيء) الذكر هنا اللّوح المحفوظ وكأن يسمى بذلك؛ لأن فيه ذكر كل شيء (فنادى مناد ذهبت ناقتك [يا] ابن الحصين فإذا هي يقطع دونها السّراب) هو ما في أثناء النهار على الأرض السبخة من شبه الماء، والمعنى أنها بعدت حتى يرى دونها السّحاب، ويقطع يروى مضارع قطع، وبلفظ الماضي على وزن تكسر.

<<  <  ج: ص:  >  >>