للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤ - باب (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ) الآيَةَ

(فَعَزَّزْنَا) قَالَ مُجَاهِدٌ شَدَّدْنَا. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (طَائِرُكُمْ) مَصَائِبُكُمْ.

٤٥ - باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّاءَ * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّى وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّى وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا) إِلَى قَوْلِهِ (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا)

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مِثْلاً. يُقَالُ رَضِيًّا مَرْضِيًّا عُتِيًّا عَصِيًّا يَعْتُو (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِى غُلَامٌ) إِلَى قَوْلِهِ (ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا) وَيُقَالُ صَحِيحًا، (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) (فَأَوْحَى) فَأَشَارَ (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ) إِلَى قَوْلِهِ (وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) (حَفِيًّا) لَطِيفًا (عَاقِرًا) الذَّكَرُ وَالأُنْثَى سَوَاءٌ.

ــ

[باب {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ} الآية]

(وقال ابن عباس: طائركم مصابئكم) كانوا يتشاءمون بالطائر البارح، وهو الذي يمرُّ من جانب اليسار أو اليمين، فالكلام نزل على ما يتعارفون بينهم.

باب قوله تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ... {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}

أي: مثالًا، أي: على صفته، وفي الحديث: "ما من عبد إلا سيئه أوهم بها إلا يحيى بن زكريا"، وكان في وجهه خطان أسودان من جريان الدَّمع، قال صاحب الكشاف: مرَّ على الصبيان وهم يلعبون، فقالوا: يا يحيى هلمَّ إلى اللعب، فقال: ما للعب خلقنا، وقال بعضهم: لم يكن قبله مَنِ اسمه يحيى، كما أن رسول الله لم يُسَمَّ أحدٌ قبله محمدًا، وفي ذلك منقبة {ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} ويقال: صحيحًا) تفسير سويًّا صفة كبير، أي: لا يقدر على الكلام مع كونه سالمًا من آفة الخرس.

<<  <  ج: ص:  >  >>