للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥١ - باب نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليهما السلام

٣٤٤٨ - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِى عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلاً، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا». ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَاّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا). طرفه ٢٢٢٢

ــ

باب نزول عيسى بن مريم

٣٤٤٨ - (والذي نفسي بيده يوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم) أكَّد الكلام من وجود الغرابة الحكم، ولكثرة المنكرين، ولوشك القرب، وفديه دلالة على أن ما بقي من أيام الدنيا أقل مما مضى (فيكسر الصليب) إما حقيقة، أو يبطله (ويقتل الخنزير ويصنع الجزية) أي: لا يقبلها؛ لأنه لا يكون في الأرض إلا الإسلام.

فإن قلت: قوله تعالى: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ} [التوبة: ٢٩]؟ قلت: موقت إلى ذلك الوقت.

(ويفيض المال حتى لا يقبله، أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها) غايةٌ لمقدر، أي يكون همم الناس معروفة إلى هذا الحدِّ.

فإن قلت: السجدة الواحدة دائمًا تكون [خير] من الدنيا وما فيها؟ قلت: ليس المراد أنها تكون عند الله كذلك، بل عند الناس لعدم الاحتياج إلى تحصيل المال مع علمهم بقرب القيامة، وعدم بقاء التقريب بالمال؛ لأنه لا يقبل أحد صدقة ولا جهاد ضد لقاء الدين واحد، أو المراد بالسجدة الركعة.

(ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا ما شئتم: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} هذا يدل على أن أبا هريرة جعل الضمير في "به" لعيسى، وبعض المفسرين على أنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: ولا يموت أحد من أهل الكتاب حتى يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم حين لا ينفعه ذلك الإيمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>