للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٤٥١ - قَالَ حُذَيْفَةُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ «إِنَّ رَجُلاً كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَتَاهُ الْمَلَكُ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ فَقِيلَ لَهُ هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ قَالَ مَا أَعْلَمُ، قِيلَ لَهُ انْظُرْ. قَالَ مَا أَعْلَمُ شَيْئًا غَيْرَ أَنِّى كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا وَأُجَازِيهِمْ، فَأُنْظِرُ الْمُوسِرَ، وَأَتَجَاوَزُ عَنِ الْمُعْسِرِ. فَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ». طرفه ٢٠٧٧

٣٤٥٢ - فَقَالَ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ «إِنَّ رَجُلاً حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَلَمَّا يَئِسَ مِنَ الْحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ إِذَا أَنَا مُتُّ فَاجْمَعُوا لِى حَطَبًا كَثِيرًا وَأَوْقِدُوا فِيهِ نَارًا حَتَّى إِذَا أَكَلَتْ لَحْمِى، وَخَلَصَتْ إِلَى عَظْمِى، فَامْتَحَشْتُ، فَخُذُوهَا فَاطْحَنُوهَا، ثُمَّ انْظُرُوا يَوْمًا رَاحًا فَاذْرُوهُ فِي الْيَمِّ. فَفَعَلُوا، فَجَمَعَهُ فَقَالَ لَهُ لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ قَالَ مِنْ خَشْيَتِكَ. فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ». قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَاكَ، وَكَانَ نَبَّاشًا. طرفاه ٣٤٧٩، ٦٤٨٠

ــ

٣٤٥٢ - (إن رجلًا حضره الموت) أي: ظهر فيه علامته (إذا أنا مت فاجمعوا لي حَطبًا كثيرًا وأوقدوا فيه نارًا حتى إذا أكلت لحمي، وخلصت إلى عظمي فامتحشت) أي: احترقت (ثم انظروا يومًا راحًا) أي: فيه ريح شديد، كقولهم: رجل مال، إذا كان ذا مال كثير، وإذا كان اليوم طيب الريح يقال: ريّح بفتح الراء وتشديد الياء (فاذروه) بهمزة الوصل، ويروى بهمزة القطع أيضًا (ففعلوا فجمعه، فقال: لم فعلت؟ قال: من خشيتك، فَغُفِر له) وفي روياة: "لعلي أضل الله" وفي رواية أخرى: "لئن قدر الله عليَّ ليعذبني"، وهذا مشكل، فإن ظاهر هذه العبارة كفر، والجواب أنه لم يكن شاكًّا في قدرة الله، بل من غاية الخوف لم يدر ما يقول، نظيره قول من أضل دابته ثم وجدها، قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك (وكان نباشًا) هو الذي يسرق أكفان الموتى.

<<  <  ج: ص:  >  >>