للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- وَقَالَ - يَدُ اللَّهِ مَلأَى لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ - وَقَالَ - أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ».

أطرافه ٥٣٥٢، ٧٤١١، ٧٤١٩، ٧٤٩٦

(اعْتَرَاكَ) افْتَعَلْتَ مِنْ عَرَوْتُهُ أَىْ أَصَبْتُهُ، وَمِنْهُ يَعْرُوهُ وَاعْتَرَانِى (آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا) أَىْ فِي مِلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ. عَنِيدٌ وَعَنُودٌ وَعَانِدٌ وَاحِدٌ، هُوَ تَأْكِيدُ التَّجَبُّرِ، (اسْتَعْمَرَكُمْ) جَعَلَكُمْ عُمَّارًا، أَعْمَرْتُهُ الدَّارَ فَهْىَ عُمْرَى جَعَلْتُهَا لَهُ.

(نَكِرَهُمْ) وَأَنْكَرَهُمْ وَاسْتَنْكَرَهُمْ وَاحِدٌ (حَمِيدٌ مَجِيدٌ) كَأَنَّهُ فَعِيلٌ مِنْ مَاجِدٍ. مَحْمُودٌ مِنْ حَمِدَ. سِجِّيلٌ الشَّدِيدُ الْكَبِيرُ. سِجِّيلٌ وَسِجِّينٌ وَاللَاّمُ وَالنُّونُ أُخْتَانِ، وَقَالَ تَمِيمُ بْنُ مُقْبِلٍ.

ــ

عليك، وفي معناه الحديث: "لا توكي فيوكي الله عليك" (يد الله ملأى) كلام على طريق المثل إفهامًا للعباد، يقال عن الجارحة، وقد بين في الحديث الآخر: "عطائي كلام ومنعي كلام" وجود الأشياء منه بين الكاف والنون (لا يفيضها نفقة) لا ينقصها، كيف يعقل وهو مخرج من قضاء العدم ما أراد بلفظ كن (سحاء الليل والنهار) نصبًا بنزع الخافض دائمة الفيض. قال ابن الأثير: فعلاء لا أفعل لها كهطلاء (وكان عرشه على الماء) جملة حالية من فاعل خلق، ومعنى كونه على الماء على سمته لا أنه كان صدقًا متصلًا بالماء ثم ارتفع (وبيده الميزان) مثل قوله تعالى: {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر: ٢١] وفي لفظ الميزان إشارة إلى أن عطاءه كل شخص على قدر استحقاقه في علمه كالبائع للمتاع إنما يخرج ما يخرج بقدر حق المشتري (يرفع ويخفض) بحسب الأشخاص، أو في شخص بحسب مكسب الأوقات {آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} [هود: ٥٦] أي: (في ملكه وسلطانه) أشار به إلى أن الآخذ بالناصية كناية. ({عَنِيدٍ} وعنود وعاند واحد) يريد في أصل المعنى، وهذا دأبه في تفسير الألفاظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>