للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ - باب (يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ)

٤٨٢١ - حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ إِنَّمَا كَانَ هَذَا لأَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَوْا عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - دَعَا عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِى يُوسُفَ، فَأَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَجَهْدٌ حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجَهْدِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ) قَالَ فَأُتِىَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَسْقِ اللَّهَ لِمُضَرَ، فَإِنَّهَا قَدْ هَلَكَتْ. قَالَ «لِمُضَرَ إِنَّكَ لَجَرِئٌ». فَاسْتَسْقَى فَسُقُوا. فَنَزَلَتْ (إِنَّكُمْ عَائِدُونَ) فَلَمَّا أَصَابَتْهُمُ الرَّفَاهِيَةُ عَادُوا إِلَى حَالِهِمْ حِينَ أَصَابَتْهُمُ الرَّفَاهِيَةُ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ) قَالَ يَعْنِى يَوْمَ بَدْرٍ. طرفه ١٠٠٧

٣ - باب (رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ)

٤٨٢٢ - حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى الضُّحَى، عن

ــ

باب قوله: {رَّبَّنَا اكْشِفْ} [الدخان: ١٢]

٤٨٢٢ - روى في الباب حديث عبد الله بن مسعود أن قريشًا لما عصت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا عليهم بالقحط، فأجاب الله دعاءه حتى أكلوا الجلود والعظام، ويرد ابن مسعود على من زعم أن قوله تعالى: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: ١٠] يكون يوم القيامة بأن عذاب يوم القيامة لا يكشف عن الكفار، وقد قال الله تعالى في الآية: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا} [الدخان: ١٥]، وقد سلف الحديث مرارًا.

فإن قلت: روى مسلم وغيره: "لا تقوم الساعة حتى ترى عشر آيات" منها: "الدخان يصيب المؤمن كهيئة الزكام، وأما الكافر فيخرج من فخذيه وأذنه ودبره"؟ قلت: رد ابن مسعود هو أن يكون الدخان المذكور في هذه الآية ذلك الدخان (وقوله لمضر: إنك لجريء) معناه الإنكار أن يكون دعاء الرحمة لهم، فإنهم سبب هذا العذاب (وكيع) على وزن فعيل (أبو الضحى) مسلم بن صبيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>