للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَنْ لَا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا. قَالَتِ الأُولَى زَوْجِى لَحْمُ جَمَلٍ، غَثٌّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ، لَا سَهْلٍ فَيُرْتَقَى، وَلَا سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ. قَالَتِ الثَّانِيَةُ زَوْجِى لَا أَبُثُّ خَبَرَهُ، إِنِّى أَخَافُ أَنْ لَا أَذَرَهُ، إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ. قَالَتِ الثَّالِثَةُ زَوْجِى الْعَشَنَّقُ،

ــ

لأن التعاقد أبلغ من التعاهد (أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئًا) هذا الذي وقعت عليه المعاقدة، وهذا الحديث بين أهل الحديث يعرف بحديث أم زرع، وهؤلاء النسوة قيل: كن بقرية من قرى يمن من بطن من بطون تلك القبائل، وعن عائشة هن من قريش، وذكر الخطيب أسماءهن، الأولى: أم زرع، الثانية: عمرة بنت عمر، والثالثة: حُبّى -بضم الحاء وتشديد الباء الموحدة وألف مقصورة- بنت كعب، الرابعة: كبشة، الخامسة: مهدد بنت أبي هزومة، السادسة: هند، السابعة: حي بنت علقمة، الثامنة: بنت أوس، التاسعة: كبشة بنت أرقم، ولم نقف على غير هذا.

(قالت الأولى: زوجي لحم جمل غث) من غث الجرح إذا سال منه القيح -بالثاء المثلثة المشددة- ضد السمين مرفوع صفة لحم، أو مجرور صفة جمل (على رأس جبل) كناية عن بعده عن النفع والخير (لا سهل فيرتقي) أي: مع كونه مهرولًا سيء الأخلاق شرود لا يتمكن من ركوبه، وضبطه بعضهم بالجر على أنه صفة جبل، والمعنى ملائم إلا أنه لا يلائم ما يقابله من قولها. (ولا سمين فينتقل) أي: ينتقل من رأس الجبل إلى البيوت، ويروى فينتقي من النقي -بكسر النون-وهو المخ.

(قالت الثانية: زوجي لا أبث خبره) بالباء الموحدة آخره ثاء مثلثة، ويروى بالنون بدل الباء، أي: لا أنشر خبره، والنون في النشر أكثر (إني أخاف أن لا أذره) الهاء عائدة إلى الخبر، والمعنى: أخاف إن شرعت فيه أن لا أترك منه شيئًا مع أني لا أقدر على إتمامه لطوله، ويجوز عوده إلى الزوج (إني أخاف إن ذكرته أذره) أتركه لأنه إذا بلغه ما ذكرته يطلقني، وعلى هذا لا زائدة، وقيل: غير زائدة، أي: أخاف أن لا أقدر على مفارقته وليس بقوي: (إن أذكره أذكر عجره وبجره) بجزم الفعلين على الشرط والجزاء، والعجر والبجر -بضم الباء والعين وفتح الجيم فيهما-: جمع عُجرة وبُجرة بضم الأول فيهما. قال ابن الأثير: العجر: العروق الظاهرة في الظهر، والبجر العروق الباطنة، أرادت به العيوب الظاهرة والباطنة.

(وقالت الثالثة: زوجي العَشَنَّق) -بثلاث فتحات وتشديد النون وشين معجمة، ويروى بالطاء بدل القاف- الطويل الزائد الطول، قيل: وصفته بقلة العقل، قالوا: والحكمة في قلة عقل الطويل بُعدُ دماغه عن قلبه، وقيل: أرادت مدحه. وليس بشيء، أما أولًا فلأن الطول

<<  <  ج: ص:  >  >>