للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِنْتُ أَبِى زَرْعٍ طَوْعُ أَبِيهَا، وَطَوْعُ أُمِّهَا، وَمِلْءُ كِسَائِهَا، وَغَيْظُ جَارَتِهَا، جَارِيَةُ أَبِى زَرْعٍ، فَمَا جَارِيَةُ أَبِى زَرْعٍ لَا تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا، وَلَا تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا، وَلَا تَمْلأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا، قَالَتْ خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ وَالأَوْطَابُ تُمْخَضُ، فَلَقِىَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ، فَطَلَّقَنِى وَنَكَحَهَا، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلاً سَرِيًّا، رَكِبَ شَرِيًّا وَأَخَذَ خَطِّيًّا وَأَرَاحَ عَلَىَّ نَعَمًا ثَرِيًّا، وَأَعْطَانِى مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا

ــ

(بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع طوع أبيها وطوع أمها) أي: طائعة لهما وأشار بالمصدر للمبالغة، وصفتها ببر الوالدين (وملء كسائها) أي: سمينة (وغيظ جاريتها) من البنات أي: سبب غيظها لقصورهن عن رتبتها.

(جارية أبي زرع لا تبث حديثنا تبثيثًا) أي: لا تنقل ما تسمع للأجانب كسائر الخدم بل أمينة على الأسرار (ولا تنفث ميرتنا تنفيثًا) بضم التاء و [سكون] النون وتشديد الفاء، والميرة -بكسر الميم- المأكولات أي: لا تفرقه وتتلفه، وصفتها بالأمانة وصيانة المال (ولا تملأ بيتنا تعشيشًا) أي: تنظف البيت من القاذورات ولا تدعه كعُشّ الطير فيه العفس وقيل: لا تسرق الطعام فتخفيه كما يفعله الطير في عشه، ورواه في آخر الباب عن هشام ولا تعشش بدل لا تملأ قيل: هو بالعَين المهملة كما شرحناه، وقيل: بالمعجمة من الغش وهو الخيانة (خرج أبو زرعة والأوطاب تمخض) جمع وطيب -بفتح الواو- هو الزق، وتمخض بالخاء المعجمة وضاد كذلك على بناء المجهول أي: يحرك ليخرج الزبد من اللبن (فلقي امرأة معها ولدان كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمانتين) -بفتح الخاء المعجمة- الخاصرة، أرادت برمانتين الثديين، وقيل: أرادت ارتفاع كفلها بحيث إذا نامت على قفاها يخلو ما بين الكفل والكتف بحيث تذهب فيه الرمانة وتجيء فيها لمعان الرمان على هذا الوجه، وهذا وجه حسن لأن الثدي إذا تدلى إلى الخصر لا يشبه الرمان ولا يكون مدحًا.

(فطلقني ونكحها فنكحت بعده رجلًا سريًّا) أي: شريفًا سيدًا في قومه (شريًّا) -بالشين المعجمة -أي: فائقًا مختارًا وشجاعًا مقدامًا من شرى الفرس إذا لج في السير، وهذا أنسب بقولها (أخذ خطيًّا) -بفتح الخاء المعجمة -أي: رمحًا منسوبًا إلى الخط موضع بالبحرين (وأراح علي نعمًا ثريًّا) أي: كثيرًا من الثروة وهو الغَناء (وأعطاني من كل رائحة زوجًا) الرائحة: المواشي التي تروح أي: تأتي من المراعي، والزوج الصنف أي: من كل نوع صنفًا

<<  <  ج: ص:  >  >>