للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٤ - باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ آذَيْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَرَحْمَةً»

٦٣٦١ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِى يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «اللَّهُمَّ فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْ ذَلِكَ لَهُ قُرْبَةً إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

ــ

اللهم صل على آل فلان، ولا دليل في هذا الحديث؛ لأن ذلك حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[ولا يقال في حقه] أن جل جلاله وإن كان جليلًا عظيم القدر؛ لأن ذلك اللفظ شأن الألوهية، وحديث أبي حُميد قد سلف في الباب قبله. وإنما رواه هنا دلالة على أن الصلاة على غيره إنما تكون بالتبعية كما في الآل إذا صُلي عليه وذكر بعده الأول وأما الصلاة على سائر الأنبياء والملائكة استقلالًا فالظاهر عند أكثر أهل العلم أنه لا بأس به.

باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "من آذيته فاجعله زكاة ورحمة"

٦٣٦١ - (زكاة) أي: طهارة من الذنوب.

(أيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة) قيل: إذا سبه ولم يكن مستحقًا لذلك، بل هذا منه على سبيل الغضب. والحق أنه عام في كل من سبه بدليل عموم لفظ "أيُّ" وكونه لا يقول إلَّا الحق سواءً كان في الغضب أو غيره، وأما القول بأنه كيف يكون السب رحمة فساقط؛ لأن الثواب أفضل من الله تعالى، ألا ترى إلى قوله: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان: ٧٠] كذا قالوا وقد جاء في رواية مسلم عن أنس تقييد المدعو عليه بأن لا يكون أهلًا لذلك فيحتمل عليه سائر الروايات لأنه كان ذلك منه بناءً على ظنه.

وأما ما يقال: كيف يصدر عنه غير الحق مع أنه لا يقول في الغضب إلَّا الحق فغير واردٍ لأن ذلك في الحكم الشرعي من الناس، وما يقال أن هذا المحمول على أنه لا يريد معناه بل لفظ يجري على لسانه كقوله: "تربت يمينك" فليس بشيء لقوله (أو جلدته) ولا يكون إلَّا قصدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>