للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٥٢٦ - حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَامَ فِينَا النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ فَقَالَ «إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) الآيَةَ، وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلَائِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِى، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ. فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُصَيْحَابِى. فَيَقُولُ إِنَّكَ لَا تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ) إِلَى قَوْلِهِ (الْحَكِيمُ) قَالَ فَيُقَالُ إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ». طرفه ٣٣٤٩

ــ

فإن قلت: ابن عباس قد صرّح بالسماع. فأي وجه لقول سفيان هذا: "مما نعدُّ أن ابن عباس سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: "ابن عباس من صغار الصحابة يرسل الأحاديث كثيرًا فأشار سفيان إلى أن هذا الحديث من مشهور مسموعاته.

٦٥٢٦ - (بشار) بفتح الباء وتشديد الشين (أول الخلائق يُكسى يوم القيامة إبراهيم) قال بعض الشارحين: الحكمة في ذلك أن إبراهيم أول من شرع الختان وفيه كشف العورة.

قلت: إبراهيم ختن نفسه بيده وليس في ذلك كشف العورة. بل إنما فُعل به ذلك لأنه جُرِّد من ثيابه حين أُلقي في النار. حتى إن المفسرين اتفقوا على أن قميص يوسف جاء به جبرائيل وكساه إبراهيم لمّا صارت النار عليه بردًا وسلامًا. ونظير هذا ما جوزي به موسى من صعقة الطور أنه لم يصعق يوم القيامة. ولا يلزم منه تفضيله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنها قضية جزئيَّة أين أنت من المقام المحمود والشفاعة العظمى؟.

وأمّا ما يقال: إنما يكسى أول؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم مع ثيابه فظاهر الحديث يأباه ولم يرد بذلك جبرائيل، جاء عن الثقات أن كسوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلة لا يقوم لها البشر. فالذي فاته من السبق أدركه في الكسوة.

(سيُجاءُ برجال من أمتي فيوخذ بهم ذات الشمال) أي: طريق جهنم. قال الخطابي: لم يرد بقوله: (لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم) الرِّدَّة عن الإِسلام بل التخلُّف عن الحقوف. وهذا غير مستقيم لما في الرواية الأخرى: "إنهم قد بدَّلوا بعدك. فأقول: سحقًا لِمنْ بدّل بعدي" وقوله: "لمن" يريد من الصحابة أحدًا غير مسلم لا سيما من الأعراب، وقد ارتدَّ عبد الله بن أبي سرح ثم آمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>