للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَحَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهْوَ الْقَتْلُ، وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ، حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى

ــ

تدَّعي أنها على الحق، وإن كان المحق واحدًا والآخر مبطل، وهما علي ومعاوية (حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين) وفي رواية: "ثلاثون" بالجزم، وفي رواية للإمام أحمد: "ثلاثون أو أكثر" وفي رواية له: "سبعة وعشرون فيهم أربع نسوة" وتصديق هذه الرواية دعوى سجاح في زمن مسيلمة.

فإن قلت: ما معنى قوله: يبعث، ومن الباعث؟ قلت: هو الله تعالى يبعثهم كما يبعث الأعور آخرهم يدعي الألوهية.

(حتى يكثر فيكم المال) يحتمل أن يكون ما وقع في أيام عمر بن عبد العزيز كما تقدم، أو في أيام المهدي، أو في أيام عيسى صلوات الله عليه (ويتقارب الزمان) كناية عن السرور فإن أيام الفرح قصار قال الشاعر:

ضللنا عند باب أبي نعيم ... بيوم مثل سالفة الذباب

وقال الآخر:

ويوم كظل الرمح قَصَّر طوله ... دَمُ الزِّقِّ عنا واصطكاك المزاهر

وما يقال إنه يكون ذلك بانطباق منطقة البروج على معدل النهار فيستمر الزمان على نمط واحد فلغو من الكلام، أما أولًا فلأن ذلك لا أصل [له] عند علماء الشريعة، وأما ثانيًا فلأن لفظ التقارب يدفعه، وأما ثالثًا فلرواية مسلم "تكون السنة كالشهر والشهر كالأسبوع" (حتى يُهمّ ربَ المال من يقبل صدقته) بضم الياء ونصب رب، وفاعله من

<<  <  ج: ص:  >  >>