للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ - باب الاِقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -

وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) قَالَ أَيِمَّةً نَقْتَدِى بِمَنْ قَبْلَنَا، وَيَقْتَدِى بِنَا مَنْ بَعْدَنَا. وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ ثَلَاثٌ أُحِبُّهُنَّ لِنَفْسِى وَلإِخْوَانِى هَذِهِ السُّنَّةُ أَنْ يَتَعَلَّمُوهَا وَيَسْأَلُوا عَنْهَا، وَالْقُرْآنُ أَنْ يَتَفَهَّمُوهُ وَيَسْأَلُوا عَنْهُ، وَيَدَعُوا النَّاسَ إِلَاّ مِنْ خَيْرٍ.

٧٢٧٥ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ وَاصِلٍ عَنْ أَبِى وَائِلٍ قَالَ جَلَسْتُ إِلَى شَيْبَةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ قَالَ جَلَسَ إِلَىَّ عُمَرُ فِي مَجْلِسِكَ هَذَا فَقَالَ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَدَعَ فِيهَا صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إِلَاّ قَسَمْتُهَا بَيْنَ

ــ

باب الاقتداء بسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

السنة عند الإطلاق: طريقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قولًا وفعلًا. وجَمَعَه باعتبار الأنواع (وقول الله عز وجل: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: ٧٤] قال: أئمة نقتدي بمن قبلنا، ويقتدي بنا من بعدنا) كذا وقع قال مجرد عن القائل، قال شيخ الإسلام: القائل هو مجاهد أخرجه الفريابي بسند صحيح.

فإن قلت: {وَاجْعَلْنَا} لفظ الجمع، و {إِمَامًا} مفرد؟ قلت: لفظ الإمام مصدر في الأصل يجوز وقوعه وصفا للجمع.

فإن قلت: الإمام هو الذي يقتدى به فكيف فسره بقوله: نقتدي بمن قبلنا؟ قلت: المصدر يكون بمعنى الفاعل وبمعنى المفعول، لكن هذا إنما يصح عند من يجوِّز الجمع بين المعنى الحقيقي والمجازي. والأحسن ما روي عن ابن عباس: اجعلنا أئمة التقوى لأهله يقتدون بنا.

(ابن عون) هو عبد الله (ثلاث أحبهن لنفسي ولإخواني: هذه السنة) إشارة إلى الجنس الحاضر في الأذهان (أن يتعلموها) قيل: إنما خص التعليم بالسنة والتفهم بالقرآن لأن الغالب أن الإنسان يتعلم القرآن فلا يحتاج إلى الوصية بتعلمه، وقيل: لأن السنّة لم تكن يومئذٍ مجتمعة فأراد بالتعلم جمعها، قلت: الأحسن أن يقال: إن القرآن يتعلم في الصغر فلا يقدر إذ ذاك على تفهمه فأشار إلى أنه بعد تعلمه في الصغر يطلب فهمه في الكبر، ويدل عليه أن في رواية يحيى يتدبروه ويتفهموه (وبَدَعوا الناسَ إلا من خير) -بفتح الدال- من الدع وهو الترك، ويروى بسكون الدال والأول أحسن.

٧٢٧٥ - (صليت أي شيبة) هو ابن عثمان الحجبي (في هذا المسجد الحرام فقال: جلس إلي عمر في مجلسك هذا فقال: لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء) الضمير

<<  <  ج: ص:  >  >>