للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِى لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا». طرفه ٥٠٢٠

٧٥٦١ - حَدَّثَنَا عَلِىٌّ حَدَّثَنَا هِشَامٌ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ ح وَحَدَّثَنِى أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِى يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَتْ عَائِشَةُ - رضى الله عنها - سَأَلَ أُنَاسٌ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الْكُهَّانِ فَقَالَ «إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِشَىْءٍ». فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ بِالشَّىْءِ يَكُونُ حَقًّا. قَالَ فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّىُّ فَيُقَرْقِرُهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ كَقَرْقَرَةِ الدَّجَاجَةِ، فَيَخْلِطُونَ فِيهِ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ». طرفه ٣٢١٠

ــ

الفاجر. قلت: المنافق أسوأ حالًا منه فيعلم حكمه من باب الأولى.

فإن قلت: قوله في (الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر، ولا ريح لها) مخالف لما تقدم: "طعمها مر وريحها مر"؟ قلت: المعنى: لا ريح لها نافعة، وقد وجدناه في طريق الحجاز لها رائحة كريهة توجب الغثيان.

٧٥٦١ - (معمر) بفتح الميمين بينهما عين ساكنة (عنبسة) بفتح العين بعدها نون ساكنة بعدها باء موحدة (سأل أناس النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الكهان، فقال: إنهم ليسوا بشيء) أي فيما يدعون من العلم بالمغيبات، ولذلك قالوا في جوابه: (إنهم يتحدثون بالشيء يكون حقًّا) فكيف وجه ذلك؟ فأجاب بأن الذي يصيب فيه ما خطفه من الملائكة الجن الذي يصاحب الكاهن (فَيُقَرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة) كذا وقع هنا مكررًا، وقد سلف يَقرها بفتح الياء، والمعنى واحد وهو: ترديد الصوت ليفهم المخاطب. (يخطفها) من الخطف وهو أخذ الشيء بسرعة، وفي رواية "يحفظها" من الحفظ، وفي رواية المسلمي "الزجاجة" بالزاي بدل الدال ويؤيده ما جاء في الرواية الأخرى: "القارورة". (فيخلطون فيه كثر من مئة كذبة) ليس المراد الحصر في المئة، بل المراد منه الكثرة.

فإن قلت: أي مناسبة لحديث الكاهن بالترجمة وهي قراءة الفاجر والمنافق؟ قلت: كما أن الفاجر لم يتعظ بالقرآن وهو أبلغ، كذلك الكاهن بتلك الكلمة الحق لعدم الأصل وهو: الإيمان، فإن من يدعي الغيب كافرٌ أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>