للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قُلْنَا السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ. فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ «إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِىُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ.

ــ

(كنا إذا صلينا خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلنا: السلام على فلان وفلان، فالتفت فقال: إن الله هو السلام) إنما قال لهم هذا لأنهم كانوا يقولون: السلام على الله، وليس له ذكر في هذا الطريق، وسيأتي في مواضع، وهذا على دأبه من الاستدلال بالخفي، والسلام في الأصل اسم التسليم؛ كالكلام للتكليم؛ وهو من أسمائه تعالى، ومعناه أنَّه سالم من كل ما [لا]، يليق بجَلال جبروته تعالى وتقدس، وفي رواية ابن ماجة: أنهم كانوا يعنون بفلان وفلان الملائكة. وفي رواية الإسماعيلي: نعد الملائكة.

وقوله: "فالتفت" ظاهره يشعر بأنه كان في أثناء الصلاة. لكن رواية حفص بن غياث: "فلما انصرف".

(التحيات لله والصلوات والطيبات) قال الجوهري: [..... التحية] المُلك. قال زهير:

ولكل ما نال الغنى ... قد نلته إلا التحية

ويقال: حيَّاك الله ملكك، والمعنى: الملك والملكوت لله، وقيل: إنما جُمع لأن الملوك كانت لهم تحيات مختلفة؛ كان لبعضهم: أبيت اللَّعن، ولبعض أنعم الله صباحك ومساك، ولبعض: عشت ألف سنة. وهذه المعاني لا تليق به تعالى، وكان الغرض من هذه الألفاظ التعظيم، فأُخذ ذلك الغرض منها، فالمعنى: الملك والبقاء والعظمة له تعالى.

و"الصلوات" الفرائض والنوافل، وأنواع الدعوات.

<<  <  ج: ص:  >  >>