للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أبو داود (١) من حديث زهير عن عبد الله بن عيسى، عن موسى بن عبد الله بن يزيد، عن امرأة من بني عبد الأشهل؛ قالت: قلت: يا رسول الله! إن لنا طريقًا إلى المسجد منتنة، فكيف نفعل إذا مطرنا؟ قال: "أليس بعدها طريق أطيب منها؟ "، قالت: قلت: بلى، قال: "فهذه بهذه".

وأخرجه ابن (٢) ماجة.

قال الخطابي (٣): في إسناد الحديثين معًا مقال؛ لأن الأول عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وهي مجهولة لا يعرف حالها في الثقة والعدالة، والحديث الآخر عن امرأة من بني عبد الأشهل، والمجهول لا تقوم به الحجة في الحديث.

قال الحافظ المنذري (٤): وأما ما قاله في الحديث الثاني ففيه نظر؛ فإن جهالة ابنة (٥) الصحابي غير مؤثرة (٦). انتهى.

وذكر ابن (٧) القطان أن عبد الله بن عيسى الَّذي روى الحديث الثاني لا يعرف،


(١) السنن كتاب الطهارة (١/ ١٩٠) برقم ٣٨٤.
(٢) السنن كتاب الطهارة وسننها (١/ ١٧٧) برقم ٥٣٣.
(٣) معالم السنن (١/ ١١٩).
(٤) مختصر السنن (١/ ٢٢٧).
(٥) في المختصر اسم بدل ابنة وهو الصواب.
(٦) زاد المنذري في صحة الحديث.
(٧) بيان الوهم والإيهام (٤/ ١٣٢ - ١٣٣) برقم ١٥٧٥ قلت: إذا لم يكن ابن أبي ليلى فمن هو؟ وابن أبي ليلى هذا هو ابن أخي محمد بن عبد الرحمن بن أبي أبي ليلى، روى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعطية العوفي والشعبي.
روى عنه أبو فروة مسلم بن سالم الجهني وسفيان الثوري.
كذا ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٥/ ١٢٦) برقم ٥٨٣ وذكر الحافظ المزي في تهذيب الكمال (١٥/ ٤١٣) من شيوخه موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي، ومن تلامذته زهير بن معاوية، فهذا مما يدل على وهم ابن القطان.
وانظر تهذيب التهذيب (٢/ ٤٠٠ - ٤٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>