للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تقدم في باب السواك عند الكلام على قوله - عليه السلام -: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك" كثير من فوائد هذا الحديث.

وفي حديث ابن عباس: حين رقد الناس واستيقظوا ..... الحديث.

فيه أن نوم الجالس الممكن مقعدته لا ينقض الوضوء، وقد تقدم في الوضوء من النوم من هذه المسائل ما فيه مغنى.

قال العلماء: والتأخير المذكور في هذه الأحاديث تأخير لم يخرج عن وقت الاختيار وهو النصف أو الثلث كما يأتي، وقوله - عليه السلام - لهم حين خرج عليهم: "إنه للوقت لولا أن أشق عليكم"، وإعلامه إياهم أنهم في صلاة ما انتظروا الصلاة.

فيه ما كان عليه من الرفق بالمؤمنين حيث أعلمهم أنه الوقت وبشرهم بحكم منتظر الصلاة مشيرًا إلى الاعتذار من تأخره عنهم وإلى الرفق بهم في التقديم عن ذلك الوقت خشية المشقة عليهم بالداومة عليه، ... يستحب لإمام القوم وكبيرهم إذا تأخر عليهم أو وقع منه ما يظن أنه يشق عليهم من الإتيان بما يشرح به صدورهم ويسر نفوسهم من السلامن (١) عن المصلحة التي خفيت عنهم على سبيل التعليم والبشرى، فالاعتذار كرم أخلاق يشهد بها قوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}.

وتقدم في الباب قبل هذا الكلام في الشفق ما هو؛ وفي أول وقت العشاء،

والذي بقي علينا أن نتكلم فيه هنا آخر وقت العشاء المختار، وفيه قولان مشهوران:

أحدهما: وهو المشهور في الجديد أنه يمتد إلى ثلث الليل.

والثاني: وهو نص الشافعي في القديم، والإملاء من الجديد يمتد إلى نصف الليل.

أما الأول فلما روي أن جبريل - عليه السلام - صلى في المرة الآخرة العشاء حين


(١) الكلمة غير واضحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>