للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال حماد (١) بن زيد (٢): حدثني صاحب لنا قال: كنت جالسًا إلى سعيد وعكرمة (٣)، وأظنّه قال وعطاء، في نفر، فكان عكرمة صاحب الحديث يومئذ، قال: فكأن رؤوسهم الطير، فلما فرع فمن قائل بيده هكذا، وعقد ثلاثين، ومن قائل برأسه هكذا يميّل رأسه، قال: فما خالفه أحد منهم في شيء، إلا أنّه ذكر الحوت فقال: كان يسايرهما في ضحضاح من الماء، فقال سعيد: أشهد على ابن عباس أنّي سمعته يقول: كانا يحملانه في مكتل.

وقال أيوب (٤): لو قلت لك إنَّ الحسن ترك كثيرًا من التفسير حين دخل علينا عكرمة البصرة حتى خرج منها لصدقت.

وقال ابن (٥) عيينة نحوه.

وذكر ابن (٦) سعد، عن سعيد بن جبير قال: إنكم لتحدثون عن عكرمة بأحاديث لو كنت عنده ما حدّث بها فجاء عكرمة فحدّث بتلك الأحاديث كلها، والقوم سكوت، وما تكلّم سعيد، ثم قام عكرمة فقالوا: يا أبا عبد الله ما شأنك، فعقد الثلاثين، وقال: أصاب الحديث.

وقال أبو (٧) أحمد بن عديّ: عكرمة مولى ابن عباس إذا روى عنه الثقات، فهو مستقيم الحديث، إلا أن يروي عنه ضعيف، فيكون قد أتى من قبل الضعيف لا من قبله، ولم يمتنع الأئمة من الرواية عنه، وأدخل أصحاب الصحاح حديثه في


(١) الطبقات الكبرى (٥/ ٢٩٠).
(٢) في الطبقات حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا أيوب قال حدثني صاحب لنا قال.
(٣) في الطبقات زياد وطاوس.
(٤) الضعفاء للعقيلي (٣/ ٣٧٥) برقم ١٤١٣.
(٥) الكامل (٥/ ١٩٠٧) ولفظه: ولما قدم عكرمة البصرة أمسك الحسن عن التفسير.
(٦) الطبقات الكبرى (٥/ ٢٨٨).
(٧) الكامل (٥/ ١٩١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>