للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الإتصاف به والمثول إلى غرضه فقال (ولا) ناهية (تك) أصلها تكون دخلت أداة النهي فسكنت النون فالتقى ساكنان النون والواو فحذفت الواو لالتقاء الساكنين فصارت اللفظة (تكن) فحذفت النون تخفيفا حذفا جائزا لا لازما فصارت تك. وكان القياس أن لا تحذف هذه النون لكنهم حذفوها تخفيفا لكثرة الإستعمال.

ومذهب سيبوية (١) ومن تابعه أن هذه النون لا تحذف عند ملاقاة ساكن فلا تقول: لم يك الرجل قائما. وأجاز ذلك يونس (٢) وقرئ شاذا {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة: ١].

وأما إذا لاقت متحركا فلا يخلو إما أن يكون ذلك المتحرك ضميرًا متصلا أولا فإن كان لم تحذف النون اتفاقا كقوله -صلى اللَّه عليه وسلم- لعمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه في ابن


(١) سيبويه: عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء أبو بشر الملقب سيبويه إمام النحاة وأول من بسط علم النحو، ولد في إحدى قرى شيراز وقدم البصرة فلزم الخليل بن أحمد وصنف كتابه المسىمى "الكتاب" ط في النحو لم يصنع قبله ولا بعده مثله ورحل إلى بغداد فناظر الكسائي وأجازه الرشيد بعشرة آلاف درهم وعاد إلى الأهواز فتوفى بها وقيل وفاته وقبره بشيراز، توفى سنة ١٨٠ هـ.
انظر: وفيات الأعيان (٣/ ٤٦٣ - ٤٦٥)؛ نزهة الألباء في طبقات الأدباء (ص ٦٠ - ٦٦)؛ والأعلام (٥/ ٨١).
(٢) يونس بن حبيب الضبي بالولاء أبو عبد الرحمن ويعرف بالنحوي علامة بالأدب، كان إمام نحاة البصرة في عصره أخذت سيبويه والكسائي والفراء وغبرهم من أئمة اللغة.
قال ابن النديم كانت حلقته بالبصرة ينتابها طلاب العلم وأهل الأدب وفصحاء الأعراب ووفود البادية من كتبه: معاني القرآن كبير وصغير؛ واللغات؛ والنوادر؛ والأمثال؛ وغيرها، توفى سنة ١٨٢ هـ.
انظر: أخبار النحويين البصريين (ص ٥١)، ونزهة الألباء (ص ٤٩)، والأعلام (٨/ ٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>