للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخرجهم من النار ويدخلهم الجنة، فلا يخلد في النار أحد من أهل الكبائر إذا مات على الإسلام (١) فخرج واصل بن عطاء عن الفريقين وقال: إن الفاسق من هذه الأمة لا مؤمن ولا كافر منزلة بين منزلتين فطرده الحسن (٢) عن مجلسه وقال: اعتزلنا فاعتزل عنه وجلس إليه عمرو بن عبيد فقيل لهما ولأتباعهما معتزلة (٣).

وقيل أول من سماهم بهذا الاسم قتادة (٤) بن دعامة السدوسي البصري الأكمه كان تابعيًا عالمًا كبيرًا. قالوا إنه دخل مسجد البصرة فإذا بعمرو بن عبيد ونفر قد اعتزلوا من حلقة الحسن البصري وحلقوا وارتفعت أصواتهم فأمهم وهو يظن أنها حلقة الحسن فلما صار معهم عرف أنها ليست هي فقال: إنما هؤلاء المعتزلة، ثم قام عنهم فمنذ يومئذٍ سموا المعتزلة (٥).

وكان قتادة هذا مع فضله ومعرفته يرمى بالقدر (٦) واللَّه أعلم.


(١) انظر: الفرق بين الفرق (ص ١١٧ - ١١٨).
(٢) الحسن بن أبي الحسن واسمه أبي الحسن يسار بالتحتانية والمهملة البصري الأنصاري مولاهم: ثقة فقيه فاضل، مات سنة عشر ومائة.
تقريب (ص ٦٩).
(٣) الفرق بين الفرق (ص ١١٨)، التبصير في الدين (ص ٤٠ - ٤١)؛ والملل والنحل (١/ ٤٧ - ٤٨)؛ وخطط المقريزي (٢/ ٣٤٥).
(٤) قتادة بن دعامة السدوسي أبو الخطاب البصري: مفسر ثقة ثبت، مات سنة بضع وعشر ومائة هـ.
تقريب (ص ٢٨١).
(٥) ممن قال ذلك: ابن خلكان في وفيات الأعيان (٤/ ٨٥).
(٦) للذهبي فيهم كلام مفيدٌ أنقله بنصه قال فيه: "وكان يرى القدر نسأل اللَّه العفو ومع هذا فما توقف أحد في صدقه وعدالته وحفظه ولعل اللَّه يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه، وبذل وسعه واللَّه حكم عدل لطيف بعباده ولا يسأل عما يفعل ثم =

<<  <  ج: ص:  >  >>