للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأن القرآن كلام اللَّه غير مخلوق كما قال الإمام أحمد بن حنبل رضي اللَّه عنه، لا كما يقول الباقلاني، وكان يتكرر منه ذلك فقيل له في ذلك، فقال: حتى ينتشر في الناس ويشيع الخبر في أهل البلاد، أني بريء مما هم عليه -يعني الأشعرية- وبريء من مذهب أبي بكر الباقلاني فإن جماعة (١) من المتفقهة الغرباء يدخلون على الباقلاني خفية ويقرؤن عليه فيعتنون بمذهبه، فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لا محالة فيظن ظان أنهم مني تعلموه، وأنا قلته، وأنا بريء من مذهب الباقلاني وعقيدته" (٢).

هذا كلام (٣) الإمام أبي حامد أحمد بن طاهر الاسفرائيني إمام الأئمة الذي طبق الأرض علمًا وأصحابًا، قال ابن خلكان في تاريخه وفيات الأعيان: أنتهت إليه رئاسة الدنيا والدين ببغداد فكان يحضر مجلسه أكثر من ثلاثمائة فقيه (٤).

وذكر الخطيب في تاريخ بغداد: "أنه كان يحضر مجلسه سبعمائة متفقه، وكان الناس يقولون لو رآه الشافعي لفرح به" (٥) انتهى.

وكانت ولادة أبي حامد الإسفرائيني سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وقدم بغداد سنة ثلاث وستين وثلائمائة، وتوفى سنة ست وأربعمائة ببغداد، ودفن في داره ثم نقل إلى باب حرب (٦).


(١) في المخطوطتين فإن جماعته وما أثبتنا من العقيدة الأصفهانية (ص ٣٦)؛ ومن درء تعارض العقل والنقل، ومنهما ينقل الشارح.
(٢) نهاية ما أورده ابن تيمية.
انظر: شرح العقيدة الأصفهانية (ص ٣٦)؛ ودرء تعارض العقل والنقل (٢/ ٩٧).
(٣) في الأصل: هذا كلام هذا الإمام أبي حامد، وما أثبته من نسخة "ظ" وهو الصحيح.
(٤) وفيات الأعيان (١/ ٧٢).
(٥) تاريخ بغداد (٤/ ٣٦٩).
(٦) وفيات الأعيان (١/ ٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>