للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن جبير (١)، ومجاهد (٢)، والحسن (٣)، والسُّدى (٤)، والضحاك (٥)، وغيرهم: من أن الصمد هو الذي لا جوف له، وهذا منقول عن ابن مسعود رضي اللَّه عنه، وعن عبد اللَّه بن بريده عن أبيه، موقوفًا، أو مرفوعًا، فإن كلا القولين حق (٦).

ولفظ "الأعراض" لغة يفهم منه ما يعرض للإنسان من الأمراض ونحوها.

وكذلك نفي الحوادث والمحدثات قد يفهم منه ما يحدثه الناس من الأفعال المذمومة والبدع التي ليست مشروعة، أو ما يحدث بالإنسان من نحو الأمراض.

واللَّه تعالى يجب تنزيهه عما هو فوق ذلك مما فيه نوع نقص، ولكن لم يكن مقصود المعتزلة بقولهم: منزه عن الأعراض والحوادث إلا نفي صفاته الذاتية وأفعاله الإختيارية فعندهم لا يقوم به علم ولا قدرة ولا مشيئة ولا رحمة ولا حب ولا رضا ولا فرح ولا خلق ولا إحسان ولا عدل ولا إتيان ولا مجيء ولا تجلي ولا نزول


(١) ابن جبير سعيد بن جبير: تقدم قبل قليل.
(٢) مجاهد: تقدم (١/ ١٩٧).
(٣) الحسن هو البصري: تقدم (١/ ١٩٣).
(٤) السُّدي: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي بضم المهملة وتشديد الدال أبو محمد الكوفي مفسر محدث، مات سنة سبع وعشرين ومائة.
سير أعلام النبلاء (٥/ ٢٦٤).
(٥) الضحاك بن مزاحم الهلالي أبو القاسم أو أبو محمد الخراساني: صاحب التفسير كان من أوعية العلم، مات بعد المائة.
سير أعلام النبلاء (٤/ ٥٩٨)؛ وتقريب التهذيب (ص ١٥٥).
(٦) انظر أقوال العلماء في تفسير "الصمد" ابن جرير (٣٠/ ٣٤٤ - ٣٤٧)، وابن كثير (٩/ ٣٤٤ - ٣٤٦)؛ ومجموع الفتاوى (٨/ ١٤٩ - ١٥٠، ١٧/ ٢١٤) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>