للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلها في القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على الحقيقة، لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئًا من ذلك، ولا يحدون فيه صفة مخصوصة. قال وأما الجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئًا منها على الحقيقة، ويزعمون أن من أقرَّ بها مشبه -وهم عند من أقرَّ بها نافون للمعبود- قال والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب اللَّه وسنة رسوله وهم أئمة الجماعة (١) " إنتهى كلام ابن عبد البر إمام المغرب في عصره.

وقال القرطبي: قال إسحق بن إبراهيم (٢) إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيدي أو مثل يدي، أو سمع كسمعي، أو مثل سمعي، فهذا الشبيه، وأما إذا قال للَّه سمع وبصر ولا يقول كيد ولا مثل سمع، ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيهًا وهو كما قال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١] (٣).

وقد قال تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: ١٠]، {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥]، {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: ٦٤]، {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [يس: ٧١]، {قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} [آل عمران: ٧٣].

قال أبو الحسن الأشعري: "اليد صفة ورد بها الشرع، قال والذي يلوح من معنى هذه الصفة أنها قريبة من معنى القدرة إلا أنها أخص منها والقدرة أعم كالمحبة مع الإرادة والمشيئة فإن في اليد تشريفًا لازمًا" (٤).


(١) التمهيد (٧/ ١٤٥)؛ وانظر الحموية الكبرى (ص ١٤٥)؛ وأقاويل الثقات (ص ١٣٩).
(٢) هو إسحاق بن راهويه وقد تقدم (١/ ١١٢)
وقد وقع في النسخة "ظ" إسحق بن راهويه.
(٣) النص في أقاويل الثقات (ص ١٣٩).
(٤) هذا النص أورده مرعي بن يوسف الكرمي في أقاويل الثقات (ص ١٤٩)، ونسبه إلى أبي الحسن؛ وذكره المؤلف في اللوامع (١/ ٢٣٢) ولم أجده في الإبانه بل نص أبو الحسن في =

<<  <  ج: ص:  >  >>