للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما قالوا في الحديث القدسي في قوله تعالى: (عبدي جعت فلم تطعمني. .) (١).

وفي الأثر الآخر: "الحجر الأسود يمين اللَّه في الأرض، فمن صافحه وقبله، فكأنما صافح اللَّه وقبل يمينه" (٢).

وقوله: "قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن" (٣).

فقالوا: قد علم أن ليس في قلوبنا أصابع الحق، فيقال لهم لو أعطيتم النصوص حقها من الدلالة لعلمتم أنها لم تدل إلا على حق.

أما الواحد فقوله: الحجر الأسود يمين اللَّه في الأرض فمن صافحه وقبله فكأنما صافح اللَّه وقبل يمينه صريح في أن الحجر ليس هو صفة اللَّه ونفس يمينه لأنه قال: يمين اللَّه في الأرض، وقال: فمن قبله وصافحه فكأنما صافح اللَّه وقبل يمينه.

ومعلوم أن المشبه ليس هو المشبه به ففي نفس الحديث بيان أن مستلمه ليس مصافحًا للَّه، وأنه ليس هو نفس يمينه فكيف يجعل ظاهره كفرًا، أو أنه محتاج إلى التأويل.


(١) الحديث رواه مسلم رقم (٢٥٦٩) عن أبي هريرة.
(٢) أخرجه ابن عدي في الكامل (١/ ٣٣٦)؛ والخطيب في تاريخ بغداد (٦/ ٣٢٨)؛ والديلمي رقم (٢٨٠٨) عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا وإسناده ضعيف.
انظر: سسلة الأحاديث الضعيفة رقم (٢٢٣).
وقد أخرجه ابن قتيبة في غريب الحديث، كما في الضعيفة موقوفًا على ابن عباس وإسناده ضعيف جدًا.
انظر: سسلة الأحاديث الضعيفة رقم ٢٣.
(٣) رواه مسلم رقم (٢٦٥٤) في القدر، باب تصريف اللَّه تعالى القلوب كيف شاء من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما.
وأخرجه الترمذي رقم (٢١٤٠) من حديث أنس، وقال حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>