للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا لم يجد بينهما فرقًا، ولهذا لا يوجد لنفاة بعض الصفات دون بعض -الذين يوجبون فيما نفوه إما التفويض وإما التأويل المخالف لمقتضى اللفظ- قانون مستقيم. فإذا قيل لهم لم تأولتم هذا وأقررتم هذا، والسؤال فيهما واحد لم يكن لهم جواب صحيح، فهذا تناقضهم في النفي، وكذلك تناقضهم في الإثبات، فإن من تأول النصوص على معنى من المعاني إلى يثبتها بأن صرفوا النص عن مقتضاه إلى معنى آخر لزمهم في المعنى المصروف إليه ما كان يلزمهم في المعنى المصروف عنه فمن تأول محبته ونحوها إلى الإرادة للثواب والعقاب كان ما يلزمه في الإرادة نظير ما يلزمه في نحو الحب" (١).

(جل الواحد): أبي عظم في وحدانيته وفى الحديث: "ألظوا بياذا الجلال والإكرام" (٢).

وفي الحديث الآخر: "أجلوا اللَّه يغفر لكم" (٣) أي قولوا يا ذا الجلال والإكرام".

وقيل أراد عظموه.

وجاء تفسيره في بعض الروايات: أي أسلموا والجليل هو الموصوف بنعوت


(١) التدمرية (ص ٢٠).
(٢) الحديث رواه الترمذي في الدعوات رقم (٣٥٢٤ - ٣٥٢٥) عن أنس بن مالك، وقال حديث غريب. ورواه عن ربيعة بن عامر كل من أحمد في مسندة (٤/ ١٧٧)، والحاكم في المستدرك (١/ ٤٩٨ - ٤٩٩) وصححه ووافقه الذهبي؛ ووافقهما الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (١٥٣٦).
(٣) رواه أحمد في مسنده (٥/ ١٩٩)؛ والطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (١/ ٣١، ١٠/ ٢١٧) عن أبي الدرداء؛ وقال الهيثم في إسناده أبو العذراء وهو مجهول.

<<  <  ج: ص:  >  >>