للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسكت لا يقال استولى على الشيء إلا إذا كان له مضاد، فإذا غلب أحدهما قيل استولى" (١).

وفي رواية أخرى: واللَّه تعالى لا مضاد له، فهو على عرشه كما أخبر (٢).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس اللَّه روحه-: "والقول الفاصل هو ما عليه الأمة الوسط من أن اللَّه مستو على عرشه استواء يليق بجلاله فكما أنه موصوف بالعلم والبصر والقدرة، ولا يثبت لذلك خصائص الأعراض التي للمخلوقين، فكذلك هو فوق عرشه، ولا يثبت لفوقيته خصائص فوقيه (المخلوق) (٣) على المخلوق تعالى اللَّه عن ذلك" انتهى (٤).

وقال القرطبي: "أظهر الأقوال -وإن كنت لا أقول به ولا اختاره- ما تظاهرت عليه الآي والأخبار والفضلاء الأخيار أن اللَّه سبحانه على عرشه كما أخبر في كتابه


(١) أخرجه اللآلكائي في السنة (٣/ ٣٩٩) رقم (٦٦٦)؛ والخطيب في تاريخ بغداد (٥/ ٢٨٣ - ٢٨٤)؛ ورواه الهروي في كتابه الفاروق كما في الفتح (١٣/ ٤١٧)؛ وابن قدامة في العلو رقم (١٠٥)؛ وذكره ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (٢٦٥)؛ ومرعي بن يوسف في أقاويل الثقات (١٢٤ - ١٢٥) أو ذكره البيهقي في الأسماء والصفات (ص ٥٢٣).
وقد وقع في "ظ" قيل له استولى، والمثبت من الأصل.
(٢) أخرجها الخطيب في تاريخ بغداد (٥/ ٢٨٣ - ٢٨٤)؛ وليست في السنة لللآلكائي.
(٣) في المخطوطتين: فوقية المخلوقين وهو خطأ، وما أثبتنا من الحموية.
ومن أقاويل الثقات، وعنهما ينقل الشارح.
(٤) انظر الفتوى الحموية الكبرى (٥/ ٢٨)؛ وأقاويل الثقات (ص ١٣١)؛ ولوامع الأنوار (١/ ٢٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>