للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال علي رضي اللَّه عنه لأصحابه أتسيرون (١) إلى عدوكم يعني معاوية ومن معه من أهل الشام أو ترجعون إلى هؤلاء الذين خلفوكم في ديارهم قالوا بل نرجع إليهم.

فقال رضي اللَّه عنه: اسطوا عليهم فواللَّه لا يقتل منكم عشرة ولا يفر منهم عشرة فكان كذلك، وأصابوا في القتلى ذا الثدية بعد طلب أمير المؤمنين التماسه فوجدوه على النعت الذي نعته لهم فقال رجل الحمد للَّه الذي أبادهم وأراحنا منهم فقال علي رضي اللَّه عنه: كلا والذي نفسي بيده إن منهم لمن في أصلاب الرجال لم تحمله النساء بعد (٢).

وهؤلاء الذين قال فيهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين فقتلها أولى الطائفتين إلى الحق" رواه مسلم في صحيحه (٣).

فقتلهم علي رضي اللَّه عنه وفرح بقتلهم بخلاف وقعة الجمل وغيرها فإنه كان يظهر عليه الحزن والأسف والكآبة، ومن بقايا الخوارج (٤) القرامطة (٥) وهم الباطنية (٥) والإسماعيلية (٥) والدروز (٥) والملاحدة (٥) وأضرابهم.


(١) في "ظ" يعني.
(٢) ابن كثير (ج ٧/ ٢٨٩).
(٣) مسلم في الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم (ج ٢/ ٧٤٥ - ٧٤٦) عن أبي سعيد الخدري.
(٤) الخوارج تقدم التعريف بهم (١/ ١٧٨).
(٥) الباطنية، القرامطة، الإسماعيلية، الدروز، الملاحدة:
مجموعة من الفرق ظاهرها التشيع لآل البيت وحقيقتها الإلحاد والشيوعية والإباحية والقضاء على الإسلام.
ويذكر المؤرخون لهم ألقابًا كثيرة منها: الباطنية, القرامطة، الإسماعيلية، النصيرية، الخزميه، التعليمية الملاحدة، الإباحية وغيرها.
وهي تدل على أنهم يندرجون تحت وصف الباطنية، وهم الذين جعلوا لكل ظاهر باطنًا ولكل تنزيل تأويلًا ويذكر المؤرخون أن بداية فتنتهم في عهد المأمون، وأن دعوة الباطنية =

<<  <  ج: ص:  >  >>