للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العيس إبل في بياضها ظلمة خفيفة، والمناسم بنون وسين مهملة جمع منسم وهو باطن خف البعير.

ولذا قال الناظم رحمه اللَّه ورضي اللَّه عنه في حق الخلفاء الراشدين وبقية العشرة المبشرين بالجنة من سيد العالمين وخاتم المرسلين صلوات اللَّه وسلامه عليه وعليهم أجمعين في دار الخلد من الفردوس الأعلى (تسرح) أي ترسل حيث شاء راكبها، وفعلها "سرح" كمنع ورجل سرح كفرح: خرج في أموره سهلًا، والحاصل أن هؤلاء العشرة مقطوع لهم بالجنة يتزاورون على النجب في جنة الفردوس.

قال الإمام المحقق ابن القيم في كتابه "حادي الأرواح إلى منازل الأفراح": "أهل الجنة يتزاورون فيها ويستزيد بعضهم بعضًا وبذلك تتم لذتهم وسرورهم" "ولهذا قال حارثة للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقد سأله "كيف أصبحت يا حارثة" قال: أصبحت مؤمنًا حقًا. قال: "إن لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانك قال: عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزًا وإلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وإلى أهل النار يعذبون، وفي لفظ يتعاوون فيها قال -صلى اللَّه عليه وسلم- "عبد نور اللَّه قلبه عرفت فالزم" (١).

قرله: عزفتُ: بالعين المهملة وبعدها زاى وفاء أي صرفت.

ثم إن الناظم رحمه اللَّه تعالى فسر الرهط فقال أحدهم (سعيد) وهو أبو الأعور


(١) حادي الأرواح (٢٥٤).
والحديث أخرجه الطبراني في الكبير (٣/ ٣٠٢) عن الحارث بن مالك الأنصاري، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٥٧) فيه ابن لهيعة وفيه من يحتاج إلى كشف.
ورواه البزار كما في كشف الأستار (١/ ٢٦) عن أنس بن مالك وقال الهيثمي في المجمع (١/ ٥٧): "رواه البزار وفيه يوسف بن عطية لا يحتج به".

<<  <  ج: ص:  >  >>