للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحملك في سرقة حرير فقلت له اكشف فكشف، فإذا هى أنت فقلت إن يكن هذا من عند اللَّه يمضه" (١).

وبنى بالمدينة أول مقدمه في السنة الأولى وهي بنت تسع، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة، وتوفيت بالمدية ودفنت بالبقيع وأوصت أن تدفن ليلًا، وصلى عليها أبو هريرة رضي اللَّه عنه، وكان يومئذ خليفة مروان على المدينة في أيام معاوية ابن أبي سفيان رضي اللَّه عنه وذلك سنة ثمان وخمسين وكان ذلك ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شهر رمضان.

فهي رضي اللَّه عنها أفضل نساء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في العلم والفقه النافع فلها من الفضل في ذلك ما ليس لغيرها من سائر أزواجه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى كان الأكابر من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ورضي عنهم إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها وقد وقع الخلاف بين السلف في التفاضل بينها وبين أم المؤمنين خديجة رضي اللَّه عنها.

فقدم العلامة ابن حمدان (٢) في "نهاية المبتدئين في أصول الدين" أن عائشة رضي اللَّه عنها أفضل النساء.

وقال الإمام موفق الدين (٣) أفضل النساء خديجة بنت خويلد رضي اللَّه عنها (٤).


(١) رواه البخاري (٧/ ٢٦٤) رقم (٣٨٩٥) مناقب الأنصار، باب تزويج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها، ومسلم رقم (٢٤٣٨) في فضائل الصحابة باب في فضل عائشة رضي اللَّه عنها.
(٢) أحمد بن حمدان تقدم (١/ ٢٥٣).
(٣) موفق الدين ابن قدامة تقدم (١/ ٢١١).
(٤) انظر: لمعة الاعتقاد لابن قدامة (ص ٣٣) وشرحها للشيخ محمد بن صالح العثيمين (ص ١٠٥ - ١٠٦) وراجع فتح الباري (ج ٦/ ٥١٤ - ٦١٥، ٥٤٣، ج ٧/ ١٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>