للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك تمام عشرين سنة، ثم خلص له الأمر بتسليم سيدنا الحسن بن أمير المؤمنين علي رضي اللَّه عنهما له ذلك سنة إحدى وأربعين فكان له عشرين سنة أو نحوها خليفة.

يروى عن كعب الأحبار رحمه اللَّه تعالى أنه قال: "لن يملك أحد هذه (١) الأمة ما ملك معاوية".

قال الحافظ الذهبي: توفى كعب الأحبار قبل أن يستخلف (٢) معاوية وصدق كعب فيما نقله فإن معاوية بقي عشرين سنة لا ينازعه أحد الأمر في الأرض بخلاف غيره ممن بعده فإنه كان لهم مخالف، وخرج عن أمرهم بعض المماليك (٣). انتهى.

ولهذا قال الناظم (أكرم) به من خليفة وإمام وملك مقدم (٤) همام، وهذه من صيغ التعجب أي ما أكرمه، (ثم امنح) من (٥) المنحة وهي العطية والهبة.

قال في القاموس: "منحه كمنعه وضربه -أعطاه والاسم المنحة بالكسر، ومنحه الناقة جعل له وبرها ولبنها وولدها وهي المنحة والمنيحة واستمنحه طلب عطيته" (٦).

وفى الحديث "المنحة مردودة" (٧).


(١) في "ظ" لن يملك أحد من هذه الأمة.
(٢) في "ظ" يستخلفه.
(٣) انظر نص الذهبي في تاريخ الإسلام -عهد معاوية- (ص ٣١٤ - ٣١٥).
(٤) في "ظ" مقدام.
(٥) في "ظ" زيادة: أي به.
(٦) القاموس (١/ ٢٦٠) (منح).
(٧) رواه أبو داود (٣٥٦٥) في البيوع باب في تضمين العارية، والترمذي رقم (٢١٢١) في الوصايا باب ما جاء في لا وصية لوارث.
في حديث طويل عن أبي أمامة الباهلي رضي اللَّه عنه مرفوعًا وفيه:
"العارية مؤداة والمنحة مردودة والدين مقضي والزعيم غارم" وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>