للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعض الأشعرية وغيرهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية طيب اللَّه ثراه في كتابه "شرح الإيمان": "أول من ابتدعه بالعراق رجل من أهل البصرة يقال له سيسويه بمهملتين بينهما تحتية من أبناء المجوس وتلقاه عنه معبد الجهني" (١).

وذكر العلامة الطوفي (٢) في شرح تائية شيخ الإسلام أن اسمه "سوسن" بواو بين المهملتين فنون، ثم معبد الجهني وأخذ غيلان عن معبد (٣) ويقال أول ما حدث في الحجاز لما احترقت الكعبة (٤) فقال رجل احترقت بقدر اللَّه فق الآخر: لم يقدر اللَّه هذا (٥).

قال شيخ الإسلام قدس اللَّه روحه: "لم يكن على عهد الخلفاء الراشدين أحد ينكر القدر فلما ابتدع هؤلاء التكذيب بالقدر رده عليهم من بقي من الصحابة كعبد اللَّه بن عمر وعبد اللَّه بن عباس وواثلة بن الأسقع رضي اللَّه عنهم وكان أكثره بالبصرة والشام وقليل منه بالحجاز (فأكثر السلف الكلام في هؤلاء القدرية) (٦).

ولهذا قال وكيع بن الجراح: القدرية يقولون: الأمر مستقبل وأن اللَّه لم يقدر الكتابة والأعمال، والمرجئة يقولون: القول يجزي عن العمل والجهمية يقولون:


(١) انظر: الإيمان لابن تيمية (٧/ ٣٨٤) من مجموع الفتاوى.
(٢) الطوفي تقدم (١/ ٣٤٣).
(٣) أسنده الآجري في الشريعة (٢٤٣)؛ وابن بطة في الإبانة (ص ٤١٥)؛ واللالكائي في السنة رقم (١٣٩٨) عن الأوزاعي.
(٤) ذكر الطبري في تاريخه أنها احترقت سنة ٦٤، تاريخ الطبري (٥/ ٤٩٨).
(٥) أسند هذا القول اللالكائي في السنة (٤/ ٧٤٧) عن الحسن بن محمد.
(٦) كذا في النسختين والذي في الإيمان لشيخ الإسلام (ج ٧ ص ٣٨٥) "فأكثر كلام السلف في ذم هؤلاء القدرية" ولعله الصواب فإن الشارح ينقل عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>