للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القرطبي في "تذكرته": "لا يخطر ببالك أو يذهب وهمك إلى أن الحوض يكون على وجه هذه الأرض وإنما يكون وجوده على الأرض المبدلة على (مسافة) (١) الأقطار الآتي ذكرها في المواضع التي تكون بدلًا من هذه الأرض وهى أرض بيضاء كالفضة لم يسفك عليها دم ولم يظلم على ظهرها أحد قط" (٢).

وقد أخرج الشيخان وغيرهما من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء من شرب منه لا يظمأ أبدًا".

وفي رواية: "حوضي مسيرة شهر وزواياه سوا وماؤه أبيض من الورق" وهو في الصحيحين أيضًا (٣).

وأخرج الإمام أحمد بسند صحيح وابن حبان في صحيحه واللفظ للإمام أحمد عن أبي أمامة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن اللَّه وعدني أن يدخل من أمتي سبعين ألفًا بغير حساب" فقال يزيد بن الأخنس: واللَّه ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذباب. فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قد وعدني سبعين ألفًا مع كل ألف سبعين ألفًا وزاد في ثلاث حثيات" قال: فما سعة حوضك يا رسول اللَّه؟ قال: "كما بين


= وقال الزبيدي في لفظ اللآلى المتناثرة في الأحاديث المتواترة (ص ٢٥١) رواه من الصحابة خمسون نفسًا ثم ذكرها.
وكذلك السيوطي في الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة (ص ٢٩٧) رقم (١١٠). وانظر: "نظم المتناثر من الحديث المتواتر" (ص ١٥١ - ١٥٢)، وفتح الباري (١١/ ٤٧٥ - ٤٧٧)، وتهذيب سنن أبي داود لإبن القيم (٧/ ١٣٥).
(١) في "ظ" مسافات، وفي التذكرة للقرطبي: "على مسامتة هذه الأقطار".
(٢) انظر: التذكرة للقرطبي (٣٦٤).
(٣) رواه البخاري (١١/ ٤٧٢) في الرقاق باب في الحوض رقم (٦٥٧٩)، ومسلم (٢٢٩٢) في الفضائل باب إثبات حوض نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- وصفاته، وهذه الرواية لمسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>