للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال النووي: "ليس في ذكر المسافة القليلة ما يدفع المسافة الكثيرة فالأكثر ثابت بالحديث الصحيح فلا معارضة" (١).

وقال بعضهم يحمل القصير على العرض والطويل على الطول.

قلت ويرد هذا رواية: "زواياه سواء" كما في الصحيحين وأوضح من هذا ما في رواية: "طوله وعرضه سواء".

وقال بعضهم بل سبب الاختلاف ملاحظة سرعة السير وعدمها فقد عهد في الناس من يقطع مسافة عشرة أيام في ثلاثة أيام وعكسه وأكثر من ذلك وأقل (٢).

والمقصود أنه حوض عظيم متسع كبير جدًا له زوايا وأباريق وأواني كثيرة جدًا ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأذكى من المسك يشرب منه المؤمنون فلا يظمأون بعد ذلك أبدًا. وباللَّه التوفيق.

الثاني:

قال القرطبي: "ذهب صاحب "القوت" (٣) إلى أن الحوض بعد الصراط قال والصحيح أنه قبله وكذا قال الغزالى (٤) ذهب بعض السلف إلى أن الحوض يورد بعد الصراط وهو غلط من قائله (٥).


(١) النووي شرح مسلم (١٦/ ٥٨).
(٢) وقد رجح الحافظ هذا الرأي الأخير. راجع الفتح (١١/ ٤٧٩ - ٤٨٠)، وانظر هذا المبحث في لوامع الأنوار للمؤلف (٢/ ٢٠١ - ٢٠٢).
(٣) صاحب القوت: أبو طالب محمد بن علي بن عطيه الحارثي المكي المنشأة العجمي الأصل، نشأ واشتهر بمكة ورحل إلى البصرة وسكن بغداد، وكان واعظًا زاهدًا صوفيًا له قوت القلوب في التصوف مجلدان مشهور وقد طبع، توفى سنة ٣٨٦ ببغداد. سير أعلام النبلاء (١٦/ ٥٣٦)، والأعلام (٦/ ٢٧٤).
(٤) الغزالي تقدم (١/ ١٤٤).
(٥) التذكرة للقرطبي (٣٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>