للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقول: نهج المعتزلة مباين لنهج الرسول فإن اللَّه تعالى قادر على تجسيم الأعراض والإتيان بها في أحسن صورة وأقبح صورة وهذا غير محال في العقل وقد ثبت به النقل فوجب إعتقاده والمصير إليه كما ستقف على طرف مما ورد من ذلك واللَّه أعلم.

ولكون (١) الإيمان بالميزان ذي الكفتين واللسان من معتقدات أهل السنة وإنكاره من شعار أهل الاعتزال.

قال الناظم رحمه اللَّه تعالى: (إنك) أيها المستمع لنظامي المتفهم لمنطوق كلامي: (تنصح): بضم المثناة الفوقية وفتح الصاد المهملة بينهما نون ساكنة مبنيًا للمفعول والنصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له وليس يمكن أن يعبر عن (هذا) (٢) المعنى بكلمة واحدة تجمع معناه غيرها.

وأصل النصح في اللغة الخلوص. يقال نصحته ونصحت له، ومعنى نصيحة اللَّه تعالى صحة الاعتقاد في وحدانيته وإخلاص النية في عبادته، والنصيحة لكتاب اللَّه


= إحداها: امتحان الخلق بالإيمان بذلك في الدنيا.
والثانية إظهار علامة السعادة والشقاء في الآخرة.
والثالثة تعريف العباد ما لهم من خير وشر.
والرابعة إقامة الحجة عليهم.
والخامسة الإعلام بأن اللَّه عادل لا يظلم.
ونظير هذا أنه أثبت الأعمال في كتاب واستنسخها من غير جواز النسيان عليه" انتهى.
راجع زاد المسير (٣/ ١٧٠ - ١٧١).
وانظر جواب ابن جرير رحمه اللَّه -أيضًا- عن ذلك في تفسيره (ج ٨/ ١٢٣ - ١٢٤).
وانظر: شرح العقيدة الطحاوية (ص ٤٧٤ - ٤٧٥).
وانظر: هذا الاعتراض والجواب عنه في شرح العقائد النسفية (ص ٣٧)، رفي المواقف في علم الكلام (ص ٣٨٤)، وفي شرح المقاصد (٥/ ١٢٠ - ١٢١)، وفي البرهان (ص ٥١) وما بعدها.
(١) في "ظ" ويكون.
(٢) في"ظ" لهذا المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>