للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محجوجان بثبوت الأخبار الصحيحة بالألفاظ الصريحة في ذلك، فوجب حملها على ظاهرها كما ثبت ذلك في الصحاح والمسانيد والسنن مما لا يحصى إلا بكلفة من أنه جسر مضروب على متن جهنم يمر عليه جميع الخلائق وهم في جوازه متفاوتون كما مر -واللَّه تعالى الموفق.

الثاني: الحق أن الصراط مخلوق الآن.

ونقل بعض العلماء (١) عن بعض أهل التحقيق أنه يجوز أن يخلقه اللَّه تعالى حين يضرب على متن جهنم، ويجوز أن يكون خلقه حين خلق جهنم، ونحوه في كلام القاضي عياض (٢).

الثالث: من الخرافات الباردة، زعم من زعم أن ماهية الصراط شعرة من شعر جفون مالك خازن النار.

فهو كلام تنبؤ عنه الأفهام وتمجه الأوهام وإن نقله مثل الحافظ برهان الدين الحلبي (٣) فلا يلتفت إليه ولا يعول عليه واللَّه أعلم (٤).


(١) عزاه المؤلف في كتابه اللوامع (٢/ ١٩٤) إلى كنز الأسرار.
قلت: ويمكن أن يكون لمحمد بن سعيد بن عمر الصنهاجي المعروف بابن شابذ فقد ذكر له حاجي خليفة في كشف الظنون (٢/ ١٥١٣) كتابًا بعنوان "كنز الأسرار ولواقح الأفكار" في علوم الآخرة.
(٢) القاضي عياض: تقدم (١/ ٢٥١).
(٣) إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي الأصل (طرابلس الشام) الحلبي المولد والدار، والشافعي المعروف بسبط ابن العجمي برهان الدين أبو الوفاء عالم بالحديث ورجاله من كبار الشافعية له مؤلفات كثيرة. توفى سنة ٨٤١ هـ.
الضوء اللامع (١/ ١٣٨)؛ والأعلام (١/ ٦٥)؛ ومعجم المؤلفين (١/ ٩٢ - ٩٣).
(٤) انظر: هذا المبحث في لوامع الأنوار (٢/ ١٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>