للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن وائل إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعظم حائل ففته بيده فقال يا محمد يحيي اللَّه هذا بعد ما أرم؟ قال: نعم يبعث اللَّه هذا ثم يميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم".

فنزلت الآيات من آخر يس: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ} [يس: ٧٧ - ٨٣] إلى آخر السورة (١).

فهذا نص صريح في الحشر الجسماني، يقلع عرف التأويل بالكلية من قلوب أهل التواني.

ولذا قال الفخر الرازي (٢) "الإنصاف أنه لا يمكن الجمع بين الإيمان بما جاء به النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وبين نفي الحشر الجسماني".

وكذا لا يمكن القول بقدم العالم، كما يقول الفلاسفة، وبين الحشر الجسماني.

والنشور: يرادف البعث.

والحشر لغة: الجمع، والمراد به جمع أجزاء الإنسان بعد التفرق، ثم إحياء الأبدان بعد موتها فيعيد جميع العباد، ويعيدهم بعد إيجادهم بجميع أجزائهم الأصلية وهى التي من شأنها البقاء من أول العمر إلى آخره ويسوقهم إلى محشرهم لفصل القضاء، فكل هذا حق ثابت بالكتاب والسنة وإجماع أهل الحق (٣).


(١) والحديث رواه ابن جرير في تفسيره (٢٣/ ٣٠ - ٣١) عن سعيد ابن جبير به ولم يذكر ابن عباس.
ورواه الإسماعيلي في معجمه (ص ٧٤٢) رقم (٣٥٩)؛ والحاكم في المستدرك (٢/ ٤٢٩) عن ابن عباس مرفوعًا.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وانظر الدر المنثور (٧/ ٧٤).
(٢) تقدم (١/ ١٨٦).
(٣) انظر: هذا المبحث في لوامع الأنوار (٢/ ١٥٨) بتوسع أكثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>